رغد العواجي : أعيش مع الكلمة تجربة عشق

أمنية زاهد – حديث المدينة

 

أبحرت رغد العواجي – المتخصصة في التواصل البصري – مع عالم الكلمة والحرف مقدمة رأيّا مغايرا عمّا تحمله المعاجم والقواميس مؤكدة أن للكلمة معنى مختلفا يحمل دلالات القصة والتجربة والحياة واصفة الحرف بمفتاح الإلهام. وعلى الرغم من مكانة الكلمة عند مختلف الحضارات وإختلاف اللغات و إعداد المعاجم والإبحار في المعاني والوصول إلى حد الرسم والزخرفة إلا أن العواجي ظلت صاحبة رؤية حصريّة ومتفرّدة ترى من خلالها  الكلمة قصة و تجربة وحياة داخل حروف.

حديث المدينة التقت رغد العواجي لتقف معها على رؤيتها في الكلمة وولعها بالجرافيك وكيف تحوّل التخصص في عيونها إلى عشيق تحبّه وتستأنس به و تجد نفسها معه.

القلب قبل العين

قالت العواجي: أن الكلمة تمثل جزءا من النفس لا يمكن حصرها في معنى واحد فعندما يرسم أحد الكلمة فهو يخلق أبعادا جديدة لها ويضيف إليها جزءاً من نفسه وأضافت : أنا لا أرى الكلمة صمّاء و لا أذكر أنني اعتمدت على معنى الكلمات في المعاجم. ففي التواصل البصري لا نخاطب العين بل نخاطب القلب .

الوصفة السحرية

وعن آليات تعلّم الجرافيك ديزاين دون دراسة اختزلت العواجي الإجابة في كلمة   الحبّ – الوصفة السرية للحياة – على حد وصفها.  وقالت:  أقدمت على منصة تويتر لأعرض الفن البصري رغبة في التحسين وللحق استفدت كثيرا من تويتر خاصة وأن انتقاد الناس يأتي بشكل سريع و صريح والحقيقة أن الإنتقاد هو عامل التطوير الأمثل . وأكملت العواجي: يمكننا أن نقوم بعمل كل شيء؛ لكن لا يمكننا أن نتقنه دون أن نحبه،

أيام المراهقة

وعن الدراسة ومعطيات التميز فيها قالت : درست تخصص الجرافيك ديزاين في جامعة دار الحكمة وتخصصت في التواصل البصري أحد فروع الجرافيك . وفي الحقيقة إنني اخترت التخصص بناء على معرفة مسبقة من المرحلة الثانوية حيث بدأت ببرنامج تمبلر فاخترت بشكل تلقائي التصاميم التي تعتمد على الحس العربي. وفي عام 2017  أشعلت همتي بعدما علمت أن الفن يوجد مسبقاً عند الغرب تحت إسم “expressive typography” و أسمحوا لي هنا  أن أؤكد أن حب التصميم لم يكن مجرد تخصص بالنسبة لي حيث أثريت مسيرة التعلم والتجارب في المنتديات  تحديداً  أيام المراهقة – بحسب وصفها- لنتابع حكاية فن.

احترافية التصميم

وأكملت العواجي : أن فن الطباعة التعبيرية يتجلى جماله بوضع النص في مستوى عالٍ من الإحترافية في التصميم البصري، لتكون الكلمة صورة عن المعنى ولا تقتصر الحروف على كونها مجرد وحدات تكوين، بل يصبح لها كيانها وتشكيلها الجذّاب فتعبر عما تحمله الكلمة ومن ثم العبارة من معانٍ، وتصف التوجهات، فتكون طريقة جديدة للتواصل.

ملامسة الفن

وعن الفكرة وكيف تقوم العواجي بإختيارها قالت : أن الفكرة تأتي إليها في أيام وأسابيع إلا أن تنفيذها يستغرق دقائق معدودة فقط، وأن ما يهم في الفكرة هي أن تصل إلى من يراها دون أن يستغرق وقتا في تأملها طويلاً، فالغاية هي ملامسة الفن للأشخاص وليس تعقيد الأمر أما ما يخص الاختيار فأنا أنتقي الكلمات التي عشتها  وكانت لي معها قصة حيث لايمكن لي  وصف كلمة لم أعشها، فكل كلمة صممتها كانت لي معها قصة.

نوعان للتصميم

وعن أنواع التصاميم أشارت العواجي إلى نوعين من التصاميم أحدهم للكلمة والآخر للعبارات قائلة : أقوم حاليا بتصميم عبارات وجمل، لست أنا من كتبتها أنا فقط أنتقيها وأقوم بأخذ إذن الصلاحية من كُتّابها، ومن ثم أصممها فيما وصفت هذا النوع من الفن بالسهل الممتنع،

الداعم الأول

وعن داعمي مسيرتها قالت رغد أن والدتها  هيا العواجي  هي الداعم الأول والأخير فلطالما كانت تدفعها إلى اكتشاف روح الفن بداخلها منذ الصغر؛ فقبل دخول الجامعة بدأت بتصميم الشعارات والعديد من المحاولات ببرامج التصميم من باب التجربة للتعلم، وخلال المرحلة الجامعية بدأت برؤية فن التصميم في الخطوط غير العربية وحروفها، حبها للكلمة العربية دفعها للتفكير في بدء تصميم الكلمة فهي بها لا تصف طريقة للخط بل تشرح قصة وتصف تجربة.

نقاط في حوار العواجي

 

  • للكلمة معنى مختلف يحمل دلالات القصة والتجربة والحياة
  • الجرافيك تحوّل في عيوني من تخصص لعشيق
  • في التواصل البصري نخاطب القلب قبل العين
  • الحبّ .. وصفة التعلم السحريّة في الحياة
  •  أنتقى الكلمات التي أصممها وكل كلمة  لها معي قصة
  • انتقاد تويتر لأعمالي حركني للتطوير والإبداع
  • والدتي المُلهم الأول  وداعمي في مشور النجاح

 

 

 

 

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. استمتعت جدا باللقاء وتعرفت على مبدعة في مجالها واستطاعت محررة حديث المدينة الابنة امنية أن تعرض من خلال حوارها ابعاد الأخت رغد وتجربتها وهذا ما يبحث عنه المتلقي وفق الله الجميع

زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟