شباب المدينة .. بالفطرة يخدمون زوارها

تيزار

بالفطرة، يتحرك شباب المدينة لخدمة الزوار، ويقدمون -دون تكليف- أروع مشاهد الحفاوة بضيوف الرحمن، ينضم بعضهم لقوافل تطوعيّة، ويكتفى آخرون بالضيافة العفوية التي تشرّبوها من مدينتهم الطيبة وباتت موروثا يجري في العروق.

الشوارع والساحات تحكي المشاهد، شاب يفتح أبواب بيته لاستضافة حاج، وآخر يفزع لإرشاد تائه، وثالث يتحرك -طوعا- لدفع عربة حاج مسنّ، ورابع يركض إلى المستشفيات لينقذ حاجا مريضا مانحا إياه -بحب- قطرات من دمه.

المدينة المنورة علّمت هؤلاء أجمل الدروس، وقدمت لهم مسارا سهلا للحفاوة، حتى ولو كانت الحفاوة بابتسامة ثغر، والضيافة بكلمة ترحاب تلامس القلوب.

المدينة علمت هؤلاء أن الكرم والاحتفاء إرث نبوة وميراث أعظم الأزمان، لا يتوقف مدّه عند جيل بعينه، بل تحمل أمانة الضيافة أجيال وأجيال من أبناء المدينة؛ لذا لا غرابة أن تتابع حالة «النفرة» الشبابية، ليس في ساحات الحرم ولا نطاق المركزيّة، بل في كل الشوارع -بلا استثناء.

الحج يأتي ومن ثم يعود، ومواسم العمرة تتكرر، وأعداد الزوار تتصاعد، ويبقى الشباب كما هم لا يحتاجون من يرشدهم إلى ماذا يفعلون، بل تحركهم الفطرة لتقديم مشاهد خدميّة وإنسانية تثير التقدير والاحترام.

السيرة التي حازتها المدينة المنورة وفاح عطرها في كل البلدان، لم تكن صناعة زمن واحد، بل نهر حفاوة لا يوقف جريانه سدّ، وموروث يمتد من جد لأب وحفيد، الكل يعلم ماذا يفعل وماذا يقدم لضيف الرحمن.

إطلالة واحدة على الساحات والشوارع تكفي لرؤية شباب المدينة، ممن يقدمون أجمل مشاهد الخدمة دون أن يكلفهم أحد بأدائها، بل يتحركون بالفطرة النقيّة لخدمة ضيوف الرحمن في بلد الرسول

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟