صغيري ويوم التأسيس

  بقلم : ماجد الصقيري

سألني صغيري عن يوم التأسيس الذي يسمع حكايته هذه الأيام في كل مكان في منزله في مدرسته؟ وقال بلغة بريئة: يا أبوي ما هو يوم التأسيس؟ يا ابوي ليش الفرح بكل بيت والمهرجان في كل مدينة؟ يا ابوي ليش نشوف ملابس أهل أول؟ وقبل ما يكمل استوقفته وانتحيت به جانبا وبدأت أروي له الحكاية بأسلوب القصة المشوّقة التي يستعذب نظمها الأطفال.
قلت له : إن لنا جداً كبيراً اسمه الإمام محمد بن سعود وهبه الله الحكمة والإرادة والقوة، لم يفكر في ذاته قدر ما فكر فينا، شق الطريق الصعب لكي يؤسس لنا وطناً، خاض الحروب، وتحمل الصعاب وهزم العدو ووضع لنا أساس البلاد العظيمة التي نعيش فيها الآن وننعم بعزها ونعيمها.

“جدك الكبير” جعل القرآن دستور البلاد، حكم بالعدل والحق، وجمع الناس تحت راية سلام واحدة، جدك الكبير كان عادلا لم يظلم أحدا، كان يُحب الناس ويصون العهود والمواثيق، وضع قواعد الدولة وسار على نهجه وخُطاه كل الملوك الذين تعرف أسماءهم اليوم.

كانت الأرض منذ ثلاثة قرون صحراء كما الناس في عراك وخلاف ولكن جدك تمكن بحكمته أن يجمعهم على كلمة حق ويجعل لهم وطنا وأرض وقضية، حتى أيدوه وناصروه وأحبوه.

جدك الكبير جعلنا مرفوعي الرأس نتباهى بمجد ثلاثة قرون ونفخر بالأبطال ممن صنعوا وطنا ومهدوا الطريق لصناعة حياة.
جدك الكبير هو الذي علمنا القوة والبطولة، لم ينادينا لنسمع صوته بل دعانا لنرى ما فعل.

وقتما يسألك أحد عن أجدادك ارفع رأسك، فلك أجداد عظام لم يتحدثوا لنا كثيرا لكن فعلوا لنا الكثير وجعلوا لأعمالهم لسانا يحكي الحكاية ويروي القصة بديلا عنهم.

كان أبني يسمعني بإنصات وتركيز ولم يستوقفني بسؤال.
وفي الوقت الذي كنت اُكمل فيه القصة واسرد له الحكاية أستوقفني بأدب وقال صغيري:
ما أجمله من يوم.. وما أجمله من تاريخ.. دعني أذهب وأحتفل بيوم التأسيس.
نظرت لأبني وابتسمت وقلت: الله يجعل أيامنا وأيامكم كلها فرح

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟