أخلعتونا

 قراءة: حديث المدينة

حالة من الإرجاف الصحي نعيشها من جراء الشائعات التي يتم إطلاقها بين الحين والآخر عن كورونا وأيامها التي لن تنتهي والفطر صاحب الألوان الثلاثة الذي داهم دول الجوار ومحاولاته المتكررة بحثا عن تأشيرة دخول وعن اللقاحات ذات الأسماء المتباينة وتأثيرها السلبي على عافية الانسان، وعن احتمالية عودة الأعراض من جديد بعد جرعتي التحصين لعدم فعاليتها.

مُرجفون رسموا بريشة الكذب والتضليل ملامح حياتنا وحياة أولادنا وأحفادنا والتي تُظللها -إن جاز التعبير- سحائب سود، فالتعايش مع كورونا وفقا لتأكيدات هؤلاء هو الحلّ وما عداه هو الاستثناء الخجول.

هذه بعض عناوين الإرجاف الصحي التي يتم نشرها على الوسائط وتداولها في المجالس أيضا فيما لا ندري نحن حتى اللحظة ماذا يريد المُرجفون؟ ولماذا يرتدى كل هؤلاء رداء المسؤولين والخبراء العارفين؟ ومن أين جاءوا بكل هذه التوقعات التي أربكت مفاصل البيوت وروّعت الناس وبالذات كبارالسن؟

أخلعتونا حتى أصبحنا نرى الحياة من ثقب باب ضيق، أخلعتونا وجعلتم من شائعات كورونا قاسما مشتركا في كل مجلس وحكاية، أخلعتونا وجعلتم أراجيف كورونا ضيفا على كل بيت وكابوس على كل وسادة.
أخلعتونا ونزعتم عن مسؤولي الصحة رُتب الأكتاف المستحقة وأصبحتم أنتم المسؤولون.

حاربنا مُطلقى الشائعات لسنوات وسنّت الدولة أقصى العقوبات وأغلظها لتأثير جٌرمهم على سلامة النفس المجتمعية. ومع الحرب وضراوتها أطل علينا اليوم عدو جديد يحمل سيف الإرجاف، يكتب سطرا ليُفزع طفلا ويغرّد -وهو مُبتسم-ليُخيف مجتمعا كاملا.

المرجفون.. أنتم فطر الحياة الأسود. فكفّوا أذاكم عن الناس.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟