وفي المدينة شعراء أيضًا…!

في مقال سابق ذكرت تحت عنوان (شعراء في المدينة..) عدد من الشعراء النشطين الآن، منتقيًا منهم الشعراء الذين يتحفون المهتمين بالشعر خاصة والأدب عمومًا في وقتنا الحاضر، من خلال ذكر أسمائهم ونماذج من أشعارهم بيت أو بيتين، للفت الأنظار لمن أراد الاستزادة بالبحث عن دواوينهم وحساباتهم الاجتماعية والإبحار في جو ما يبدعون.

واعتذرت وما زلت أكرر الاعتذار لكل الشعراء الذين لم أتطرق لذكرهم لأسباب ذكرتها سابقًا، ومن أهمها ضيق المساحة، والاقتصار على المتواجدين في الساحة الآن، فكثير من الشعراء قلّ نشاطهم في الظهور لأسبابهم الخاصة.

ولكن يبد أن ذلك استفز عدد منهم ومن محبيهم، فعتبوا وما أجمل عتاب شعراء المدينة!

عتابهم أو قل -إن شئت احتجاجهم- له شكل مختلف، فعتبهم واحتجاجهم بحد ذاته (شعر وفن وأدب)، فلله درّهم!

سأسرد بعض الأسماء اللامعة التي لم أتمكن من ذكر نماذج من إبداعهم سابقًا وممن لم ترد أسماؤهم، مع ملاحظة أن هذا السرد الموجز هو من باب التذكير ولفت نظر القارئ ليعرف شعراء المدينة وقتنا هذا.

د. سعيد العواجي أستاذ النقد بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية صدر له (دون أن نلتقي) و (عروبة اليوم) عن نادي المدينة الأدبي.

مشيتُ مع الحب مشيَ  الحفاة   أجسُّ الذي لا يُرى في الفلاة

وطأت بقلبي .. رؤىً حالمات      تحط عليها رؤىً حالمات

إلى أن يقول (يصافحنا في المسافات عطر   وترقبنا بالسرور الجهات) ويمضي إلى (هو الحب مثل الأثير كثيفٌ     ويمشي مع الناس في الطرقات)

الشاعرة هند النزاري عضو اللجنة الثقافية في نادي المدينة الأدبي صدر لها (لا تعتبي) و(بلقع) و (أردت أن أقول لأمي) و(أشياء في جعبة بحار) وكتاب (طلال مداح وأنا)، وثلاثة كتب جاهزة للطباعة، شاعرة متمكنة ولها حضور لافت

يَا سَائِقَ الّليلِ قِفْ بِالمُثْقَلِ الوَاجِفْ   هَبْهُ ارْتِيَاحَ الخَلِي أو هَدْأَةَ العَارِفْ

أمْسَى وَأمْسَى الهَوَى في قَلْبِهِ حِمَمًا   والسُّهْدُ يَرْتَعُ فِي مِحْرَابِهِ العَاكِفْ  

حَتَّى إذَا انْسَلَّ مِن عَيْنِ الدُّجَى وَتَرٌ    وَانْثَالَ لَحْنٌ يُحَيِّي حُزْنَهُ الوَاكِفْ

نَاجَاكَ مُسْتَرْجِعًا أشْجَانَ ظُلْمَتِهِ      فَاغْلُلْ يَدَ الوَجْدِ أوْقِفْ سَيْلَهُ الجَارِفْ

الشاعر معبر النهاري له ديوان (أولئك) و (بسملة) وننتظر ديوان (على استحياء) و (مالا تدركه النوايا) و (وهج) و (هم يبصرون) ترجمة شعرية عن الشعر الروسي، وعدد من المؤلفات.

 أقبلت.. سكبت عطرها على كل حرفِ   حين طافت على الحروف بلطفِ

كلُّ حرفٍ من القصيدة يشدو    أقبلتْ  أقبلتْ فيا نفس خفي    

أهرقي جذوة الحروف  رحيقًا     فنبيذ الحروف   أولى    برشفِ

الشاعر علي جدعان حائز على عدة جوائز في التأليف المسرحي، وطبع لي مجموعتين شعريتين بعنوان (لعينيها خلف الرواشين) و (كادي)

ومجموعتان شعريتان تحت الطبع.

غَنِّي وَلَمَّا يَخْدِشِ الصَّمتَ صَوتُهُ    تَمَادَى شَفِيْفَاً يَسْكُنِ الحُزْنَ مَوتُهُ

كَنَبْضِ الأغَانِي كَالتَّرَاتِلِ أحْمَراً         يُعَرِّيهِ جُرْحٌ كَمْ تَمَنَّاهُ وَقْتُهُ

يُغَنِّي كَنَهْرٍ عَانَدَ المَاءُ فِكْرَهُ           وَكَمْ خَانَ دَمْعَ العُشْبِ والَّلحْنَ صَمْتُهُ

مجدي خاشقجي له ما ينيف على عشرة دواوين منها (ضفاف الذكريات) و (شتات الشتات) وله (متكأ الحكايا) و (أزمار يلدا) و(برق المنّة) و (ذات رشف)

‏أنا والهوى من مطلع الحب غيهبُ   لذاك أنا للمكث في الحب أرغبُ

فكم مرة شاورت قلبي ومنطقي      يقولان لي حال المحبين أعجب

فكم مرة أقسمت أن لن أُحبها        وأعلم أني في يميني أَكذب

هاني زين شاعر شاب صدر له مؤخرًا (كنايات تتمرد) عن نادي المدينة الأدبي

  خذني إلى قلق الأوقات نلمسها    أو خذ يقيني إلى الأشعار أو حتى

  خذ المجاز الذي يمشي بغيمته    يرتب الطين مما فيه بعثرتا

  خذني نبيا لنايات مشتتة          أو (شيطن) الوتر المبحوح إن شئتا

ثامر إسماعيل حميدي  دكتوراة في الأدب العربي والنقد الأدبي له ديوان (صهوة الجوزاء) شعره قريب من مدرسة الأدب الإسلامي

وفاتنة من الخجل المصفى   مشت في الماء تبحث عن غطاء

يغازلها السحاب إذا أفاقت     وتحضنها البحور لدى المساء

إذا ما الموج قبّل وجنتيها      تحمّر بالحيا..  وجه السماء

الدكتور يوسف الصاعدي مشرف تربوي للغة العربية سابقًا له ديوان (واشتعل النبض شعرًا) صادر عن نادي المدينة الأدبي

سرى بي العشقُ في شعري وفي وتري    فتاة لحني..  وتاق   القلب   للسهر

أحبها  كيف لا..   وهي   التي ابتسمت      فأضحكت كل من أهواه من صغري

الشاعر خالد النعمان كبير في السن ومبتعد لظروفه لكنه كان حاضرًا في المناسبات لديه صالون ثقافي

ذهبت تعاتبني سليمى عندما      قرأت بأوراقي هوى بسواها

قالت: رعاك الله أنت خليلنا           ما ذا عسى من خلة تأباها

أني لمست الصدق ينضب قلبه    فيما كتبت فمن ترى تهواها

عبد الرحمن المروبع ديوان (مرافئ) مقل في الظهور مؤخرًا   الشاعرة نادية البوشي لديها ديوانان  ياسر محبت صدر له (خضوع).

مع شديد الاعتذار لمن لم أذكر اسمه أيضًا، لتقصير مني أو زهد منه، فمبدعو الشعر كثر،ومعروفون ولهم متابعون، وننتظر منهم مزيدًا من الإبداع فهم الامتداد الجميل لتلك الأجيال الخالدة.

       شكرًا للعتاب وجمال من عتب! شكرًا للشاعر يوسف الرحيلي.. شكرًا للأديب الأستاذ محمد قشقري.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟