من تواضع لله رفعه

بقلم: سمية جلّون

 

في أحد أيام السنة الماضية مرّ على معلم حقيقي أحد طلابه النهمين للعلم وكان قد إشتاق إلى دروس قدوته وهام بزيارته حتى يروي عطش شغفه بعلوم الدين والدنيا؛ وسأل الله أن يسخر له الوقت الكافي للحصول على أكبر قدر مستطاع من المعلومات لينقشه في مرجعه ويستدل به على خرائط السير إلى طريق النجاح. وبينما كان في طريقه إلى معلمه ظهر أمامه درس رفع من درجة وعيه بتعلقه بالتعلم فقط متجاهلاً تطبيق ما تعلمه سابقاً في واقعه اليومي وفي علاقته بمن حوله، فكان درساً سريعاً ولكنه أعمق من أي درس يحتاجه كل إنسان، حيث أقدم الطالب على شراء عملة معدنية أثرية قيمتها فاقت المعقول كونها تعود إلى عصور قديمة وتحمل رمزاً يُشير إلى الثنائية أو علامة النصر والحكمة؛ ليقوم بإهدائها إلى معلمه معبراً بها عن شكره ووفائه له. وعندما وصل إلى معلمه وبدأ يستقبل منه الخيرات
لاحظ أن تواضع معلمه وحبه له وعطائه اللامحدود هو سبب كافِ لأن يخفي هديته ويخجل من تقديمها كونها ذات قيمة مادية عالية ولكن لا تتساوى مع قيمة التواضع فيما قدمه المعلم من علم ساهم في رفع وعيه الى درجة جعلت الطالب يهتم بتقديم التواضع والأخلاق على العلم والمعلومات.. وفي المقابل كل ما قام به الطالب هو العمل بالعلم والسعي للإستزادة من التواضع.. ثم تقدم بكل تواضع بالشكر والثناء له.

وكوني أساهم في رفع الوعي لمن حولي، أحاول أن أتذكر ماذا تعلمت من كل مستفيد تقدم إليّ بطلب خدمة أو برنامج ليصل إلى هدفه بما أنعم الله عليا من علم وخبرة.
وسؤالي لك اليوم؛ إذا قدّم التواضع لك درساً لن تنساه ، هل ستقايضه بالماديات حولك؟ مع العلم أن الله هو الرازق، وجسدك هو الساعي، ومن صنع لك هذه الماديات هو إنسان متواضع يستمتع بممارسة هواية يتقنها بإحترافية عالية.

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. من تواصع لله رفعه عنوان يحمل مضمون إيجابي وهو ما سجله التقرير الرائع وهنا ترسيخ جميل لمفاهيم تربينا عليها وهذا يؤكد أن موقعكم يحرص على الايجابيات شكرا لكم

زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟