الجنازة حارة والميّت “قميري”
قراءة : حديث المدينة
نعرف عن الحمام عامة الوداعة والسلام وتاريخه الجميل في نقل رسائل العاشقين ولم نكن ندري أن نتف ريش “قميري” سيثير كل هذا الصخب ويفجر أزمة تسافر من قارة لقارة وتنتقل بسرعة فائقة من بانيو فندق إلى توقيف بسجن إلى تدخل سفارة إلى تهديد مطار إلى صحافة محليّة تترك القضايا الأهم – محليا وعربيا وعالميا – و تفرد للريش الصفحات .
الجنازة حارة والميت “قميري” .. هذا هو الملخص لقضية “نتف الريش” التي طال الحديث عنها بين مؤيد لتصرف ومعارض له
المنعطفون بالحكاية إلى حدّ تصويرها شكلا من أشكال الإساءة لحضارة المملكة وسمعة شعبها غالوا كثيرا وأعطوا للقضية بٌعدا ليس بالمنطقى ولا المقبول. كما الذين حملوا السيف بغية قطع رقاب مشاهير السوشيال بدعوى خواء محتواهم الفكري والإثرائي وارتكابهم تصرفات صبيانية – على حد وصفهم – قد جنحوا أيضا بالرأى بعيدا ولم يصب سهمهم الهدف بل بدا بين سطورهم نيران التشفي ورغبة الانتقام من أشخاص وأسماء .
السفارة السعودية تعاملت مع القضية بدبلوماسية الحكيم وأنهتها في دقائق معدودة مؤكدة في تصريحها المنشور “أن بعض الأشخاص قد يقعون في خطأ بسبب جهلهم بأنظمة البلد التي يزورونها أو يكررون خطأ سبق أن قام به شخص آخر ولم يعاقب عليه”
رأي السفارة يحمل المنطقية والوقار ويضع “ريش القميري” في حجمه الطبيعي. لم تتحدث السفارة عن السمعة ” المُصانة ” للمملكة ولا حضارتها التي نتباهى بها ونفخر ولم تسخر من محتوى مشاهير السناب ممن لهم عظيم التأثير في نقل كثير من الحقائق وتفنيدها عبر تقنية سريعة.
صنفت السفارة الحكاية بالخطأ وما أكثرها الأخطاء التى نقع فيها جميعا ليس لأننا مشاهير بل لأننا بشر غير معصوم.
مات “القميري” واستسلم لنتف ريشه بسلام .. فلا تجعلوه شهيدا.. ولا تعطوا القضية أكثر مما تستحق .