حرب نسوان بين سوريا ولبنان

قراءة : أبرار نافع

 

لا يمكن لمتابع قضية ” مُلثم عجرم ” والتي تأخذ دورتها القضائية في المحاكم لكشف ملابساتها وفك غموضها أن يتجاهل الحرب الدائرة بين نسوان البلدين وتحديدا الفنانات ففي كل يوم تنبري فنانة سورية لتفنّد القضية وكأنها ” محامي ” لتواجهها فنانة لبنانية بالرد وكأنها ” قاضي”

القضية قد يصيبها الارتباك طالما تدخلت ” النسوان ” بفواصل الردح والتراشق على وسائل التواصل وكثرت التغريدات والتدوينات من قبل الفنانات اللائي انقسمن فريقين فريقا ينتصر لنانسي وفريق في صف الجنايني.

التحليلات المنطقية التي يتفق عليها البعض تظل خلف باب مغلق أو متوار نسبيا حتى يسمح القضاء اللبناني بفتح الباب قناعة بما وراءه أورفض التحليلات وإغلاق الباب أما ما يجري على بساط الحريم يمكن وضعه قضائيا في باب ” كلام نسوان ” لايمكن الاستناد إليه أو اتخاذه مرجعا

السوشل ميديا مسرح الحرب المشتعلة بين نسوان البلدين .. مسرح قدم لنا مليون محامية بكعب عالى ومليون قاضية بشعر أصفر.

ومع غرابة الحرب تنعطف تحليلات النسوان في قضية ” مُلثم عجرم” نحو زوايا غريبة حيث تتجاهل الفنانات السوريّات طلقات الرصاص والدم ومسرح القتل ومسببات الجريمة إلى الحديث عن سخافة نانسي وفساتين نانسي وادعائها البراءة الكاذبة ليس هذا فقط بل تتلون القضية في تحليلات الفنانات بألوان العنصرية ومحاولة انتصار كل طرف لوطنه لا لمقتول على حساب قاتل.

هذا ما تلمسه بوضوح إذا تابعت تدوينات وتغريدات الفنانتين السوريتين سارة نخلة وشكران مرتجي حيث واجها نانسي بتراشق من النوع الوردي مفنّدين خصالها ومشوارها الفني وادعائها الطيبة الزائفة ومع ” التراشق السوري كان الرد على الصعيد اللبناني أشد واسخن حيث انبرت نسوان لبنان للدفاع عن صوت نانسي وجمال نانسي وبراءة نانسي.  وكأن نانسي هي المتهم بالقتل وأن صوتها وجمالها سيغيران مجرى قضية لاتزال بيد العدل .

غريب أمر الحريم ..  أفرغ القاتل مسدسه وسالت الدماء على الأرض والحكاية في نظر النسوان لاتخرج عن صوت نانسي ولون الفستان.

لبنان تحترق وسوريا تشتعل .. حروب هنا وهناك .. وعلى السوشل ميديا حرب جديدة بين البلدين أشعلتها النسوان بسلاح الكلام قبل أن يقول القضاء كلمته .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟