مستشفى سيء السمعة !

بقلم: محمد البلادي

المستشفيات كالبشر ..منها ما هو جيد السمعة ؛ محبوب ومرغوب من الناس .. ومنها ما هو رديء وسيء السمعة، يخشى الناس مجرد الاقتراب منه ! . و اذا كانت رداءة السمعة عند البشر تحدث بسبب سلوكيات وتصرفات خاطئة ومتكررة، فإنها بالنسبة للمستشفيات لا تختلف كثيراً، فرداءة سمعة أي مستشفى هي نتاج طبيعي لجملة أخطاء و تراكمات كثيرة من سوء التعامل ، ونقص الخدمات ، واخطاء طبية تصبغ وجه ذلك المستشفى بشيء من السواد ، الذي يحتاج الى وقت وجهد لتحسينه وتبييضه.
مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة من المستشفيات سيئة السمعة فعلاً، ليس فقط لأني شاهدت – كما شاهدتم- مقطعاّ مخجلاً (لا يتناسب مع السعودية ٢٠٢٠ ) صوّرته إحدى السيدات عن سوء متناهي في النظافة والخدمات ، بل لأن هذا المستشفى يحمل سجلاً تاريخيا طويلاً من السوء ، لم يحصل عليه مستشفى آخر في المدينة المنورة ، رغم كل ما يضخ فيه من امكانيات ضخمة !.
اذا قال أحد ان للضغط الكبير و الأعداد الأكبر التي يواجهها المستشفى دور في هذا السوء ، فسأقول ان هناك العديد من المستشفيات الأخرى في المدينة النبوية تواجه ضغوطاً لا تقل عنها ، خصوصا في مواسم الحج والعمرة ، لكنها لم تصل الى الحد الذي وصله مستشفى الملك فهد ، ومنها مستشفى الانصار مثلاً الذي رغم تهالك مبانيه ( هُدم مؤخراً ) الا أنه كان يقدم خدمات معقولة جداً للحجاج ولأهالي المدينة على طريقة (الجود من الموجود) .
قبل ان اكتب هذا المقال حاولت تذكر إدارة واحدة نجحت في ادارة هذا المستشفى وتحسين صورته الذهنية عند الناس طوال اكثر من ٣٥ عاما فلم أجد ! استعنت بصديق على طريقة (جورج قرداحي) بل اكثر من صديق؛ فلم نجد غير تاريخ طويل ومحيّر من الفشل الإداري، و عدم الرضا الشعبي عن هذا الركن المهم في منظومة الخدمات الصحية بمنطقة المدينة ، مما يعني أن الخلل أكبر من ادارات المستشفى المتعاقبة! .
هذا لا يعني بالطبع ان مشكلة المنظومة الصحية في المدينة المنورة ليست إدارية، بل هي إدارية بحتة، لكنها بحسب الكثير من المطّلعين والقريبين من دوائر صحة المدينة أكبر من ادارة مستشفى يُلقى مديرها في يمّ دوائر الشللية والمحسوبيات مكتوف اليدين ثم يقال له إياك إياك أن تبتلّ بالماءِ!. انها حالة مستعصية ولغز محير بحاجة الى تدخل وزاري عاجل يفك طلاسمه، ويوجد حلاً جذرياً لمعاناة أهل المدينة الصحية المزمنة، بعد أن فشلت كل الحلول ( الترقيعية ) طوال السنوات الماضية .. فالمستشفى يمثل ركناً هاماً من اركان الخدمات الصحية في المدينة، خصوصا بالنسبة للفقراء الذين ينظرون اليه رغم سوء سمعته كـ (مايو كلينك) ! .

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. صحيح.. المشكلة إدارية بحتة…
    لأن الكفاءات الطبية الموجودة به ومنذ تأسيسه لايعلى عليها… ومن خرج منهم من المستشفى يتم استقطابه في القطاع الخاص ويتم التعاقد معه فوراً…

زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟