تلوث بصري لمدينة بدون أرصفة
بقلم: الناشط البيئي د. فهد عبدالكريم تركستاني
في إحدى إجازاتي السنوية مع أهلي كنا نتسوق في أحد المدن ونمشي على إحدى أرصفتها التي في وسط المدينة، طبعاً بدون مبالغة تنسيق سواء في الألوان أو البلاط المرصوص أو الإنارة أو اللوحات الإرشادية وضعت بكل دراسة وأهداف بحيث من أهمها عدم إعاقة من يستخدم هذه الأرصفة في المشي، وفجاءة توقفنا وإذ بإبني يسألني ماذا يحدث يا أبي؛ هل توجد مشكلة في الرصيف، ما حدث أننا توقفنا لوجود عمال وبلاط لونه أصفر مرصوص في وسطه على خط مستقيم فصوص بيضاء لامعة معدنية، فقال لإبني يا أبي هل يريدون تغير بلاط الأرصفة أم أنهم يريدون تزينه أم ماذا؟ حتى أنا انتابني هذا الفضول، فذهبت إلى المهندس الذي كان مع فريق العمل وسألته ما في الامر، فصدمتني الإجابة حيث قال هذه اللوحات الصفراء مصنوعة أولاً من مادة بلاستيكية مقاومة للخدوش وهيا مخصصة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة الكفيفي البصر وهذه القطع اللامعة المعدنية تصدر إشارات مغنطيسية لعصا الكفيف الذي يحملها لتوضح له الطريق دون الاحتياج لأي شخص يوجهه.
عندها أصابني الذهول والصدمة وأخذ خيالي إلى حال معظم مدننا ليس مكة والمدينة المنورة فقط والتي يزورها من جميع أنحاء العالم من معتمرين وحجاج بيت الله وزوار مسجد الحبيب المصطفى، وحال أكثر أرصُفْ مدننا في جميع أنحاء المملكة حال يرثى له ما تجد رصيف من أرصفة مدننا إلا وتجد إما كسراً أو شطباً أو حفراً أو هذا الجانب بلون والجانب الاخر بلون والرصيف الوسطي بلون، ناهيك أنك لو مشيت في رصيف تلاحظ بعد عدداً من الأمتار يتغير شكل البلاط ببلاط آخر مختلف تمام، أما الأرصفة الوسطية تجد مربعات الأشجار آخذه مساحة الرصيف كله لو أنك تمشي على رصيف في شارع رئيسي فإنك تضطر بأن تنزل للشارع لأنه لا يوجد مكان تمشي عليه، فتخيل لو أن هناك رجل مسن أو كفيف أو أطفال وتاتي سيارة مسرعة ماذا ستكون النتيجة!! وهناك بعض الأرصفة تكون على أرض فضاء بعد فتره وجيزة يتساوي الرصيف مع التراب فنجد هذا الرصيف قد عمل معبراً للسيارات لهذه الأرض، قياساً على هذا لو أن صاحب الأرض الفضاء قام بتعمير هذه الأرض فعند الإنتهاء من العمارة يترك الرصيف كما كان بعد أن قام بتكسيره وعمل ما عمل من تشويه.
سؤالي إلى أمانة المدن ألا يوجد إدارة بإسم صيانة الشوارع تقوم بصيانة هذا الدمار أو التلوث المشوه لمنظر المدينة والذي يعتبر أيضا عوائق للأطفال وكبار السن والمكفوفين وغيرهم! أليس هذا تشويه لمنظر المدينة، فالمملكة العربية السعودية اليوم تعتبر من الدول العظمى في تقدمها في ازدهارها في نموها، والموضوع لا يستحق إلا جولات ميدانية وعمل اللازم.
فهل سنجد عن قريب شوارعنا بدون أرصفة ربما، رسالتي إلى أصحاب المعالي إنها البنية التحتية يا من تقرأون مقالي هذا إذا مشيت اليوم لأي رصيف بجوار منزلك وأنت متجه للمسجد أو البقالة أو أي مشوار إبداء بعد الأخطاء التى على الرصيف كم بلاط مكسر كم يوجد من تكسير من تشققات من بوية عفى عليها الزمن انظر إلى مساحة المشي عدد الأخطاء تجدها تجاوزت عدد أصابع اليد ربما اكثر.
بينما عندما سلمت بعض الأرصفة لشركات تحصيل مواقف السيارات في غضون أشهر معدودة عملت أرصفة جديده منسقه لا ترى فيها عيباً واحداً أو كسراً أو خدشاً سواء في الأماكن المزحومة أو حتى في الأحياء العشوائية، فهل الشركة المنفذة لسبب الرقابة ومبالغ التحصيل! لابد أن يكون العمل منظماً ومراقب ومحاسب، وما دور إدارة الصيانة في الأمانات!! من يحاسبها على هذا التلوث البصري سؤال موجه لأصحاب المعالي أمناء المدن .
موضوع مهم سعادة الدكتور فهد . بس الاولى والاحسن والافضل تكون هناك أرصفة. للاسف حتى الارصفة والبنية التحتية غير موجودة نهائياً في أغلب المدن . وفي جدة في المنطقة التاريخيه لاحظ الارصفة لا تناسب عربات كبار السن او الأطفال ولا حتى المعاقين فما بالك بالاحدث الذي ترغب فيه كما في مقالك المهم ..
شكرا د/ فهد على حماسك وإهتمامك وياليت قومي يعلمون
وتوحد أرصفة عليها مراكن زرع بأشجار كبيرة تعيق المشي للمشاة واستغربت من وضعها في احياء الروضة عزى شارع الكيال