حمد العريفي .. صقر في ذاكرة المدينة
تمر السنوات وراء السنوات ولايزال ” الصقر ” حكاية مشرٌفة يرويها الكبار في مجالس المجتمع المديني بل لايزال هو الدرس الذي لا تملّ أبناء طيبة الطيبة من سماعه لأنه درس جامع بين البطولة والفروسية والفراسة وحب الأرض وعشق الوطن.
محطات عدّة عاشها الفريق ركن حمد بن عبد الله العريفي في حياته ولكن تبقى لكل محطة عنوان مختلف حتى بدت سيرته ورحلته في عيون من عرفوه كمغارة الذهب تحيّرك لكثرة جواهرها التي تزيّن الرحلة وتٌجمل التاريخ.
ومع المعلومات التي يعرفها الكلّ عن ميلاده بحائل وسنوات خدمته العسكرية التي تخطت ستة وأربعين عاما وتقلّده مناصب عدة وحصوله على أوسمة ونياشين تبقى في حياة حمد العريفي حكايات لا يعرفها كثيرون .. حكايات عن صقر تربي في ” بيت بطولة ” وتعلم الدفاع عن الوطن في ميدان العزة والشرف
حكايات ” الصقر” تبدأ من الميراث الذي ورثه عن أبيه عبدالله بن سليمان العريفي أول من شگل فرقة الهجانة أو المجاهدين .. نشأة وميلاد في كنف أب علّمه ان الوطن مرادف للشرف وأن الأرض عنوان عزّة بل هي كل الحياة.
قصصه مع الملوك والأمراء أروع ما حفظه التاريخ عن الصقر فيكفيه شرفا ماقاله الملك فهد بن عبد العزيز عنه يوم تقاعده (ياحمد خرجت من الخدمة العسكرية بتاريخ ناصع مثل عمامتي هذه) ليس هذا فقط بل يأتي تمسك الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز به وقتما صدر قرار وزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز بنقله من منطقة تبوك ليتقلد مهامه مديرا لشرطة المدينة المنورة حتى انه بعث ببرقيه يلتمس فيها من وزير الداخلية العدول عن نقل العريفي الى شرطة المدينة المنورة واصفا إياه بأحد الرجال المخلصين المهمين والمؤثرين المتفانين في عملهم .ومع جمال التمسك بالصقر من قبل أمير تبوك لأسباب التفاني و الإخلاص يأتي رد وزير الداخلية مُدهشا حيث قال : ” من اجل ما ذكرت نقلناه الى المدينة المنورة ”
الإخلاص والتأثير والتفاني في العمل كانت الثلاثية التي دعت أمير تبوك – وقتها – للتمسك بالصقر وهي ذاتها الثلاثية التي حفزت وزير الداخلية لنقل الصقر أيضا للمدينة المنورة
المحطات التي عاشها مع الأمراء تقابلها قصص بعطر الورد في الميدان تستحق اليوم ألف كتاب. فالعريفي الصقر الجرىء لم يكترث في إحدى مداهماته بمنطقة جبلية بجازان بالطلب الغريب من مطلوب أمني إذ نادى بصعود حمد العريفي له وحيّدا مجردا من سلاحه واعدا بتسليم نفسه في حال الايفاء بطلبه عندها قرر العريفي الصعود إليه بلاخوف وبلا سلاح – وسط ذهول من الجميع – .
صعد العريفي بجسارة ليواجه المطلوب الأمني وجها لوجه ويستمع لمطالبه ” ألا يُسحب منه سلاحه وان لا يتعرض لأي إهانة وان يحاكم محاكمة عادلة فأعطي سؤله.
العريفي أدهش محبيه لبطولته وجسارته وكان السوط أيضا الذي يجلد ظهر كارهي الوطن . يخافون اسمه قبل طلته ويرتجفون من صوته قبل طلقة رصاص مسدسه حتى انهم حاولوا الخلاص منه بزرع قنبلة أمام منزله تارة وطعنه في الكتف إبان صد احدى المحاولات الارهابية بالمسجد النبوي الشريف.
فى ذاكرة المدينة يعيش الصقر .. ولعشاق البطولة يبقى حمد العريفي هو الدرس
رئيس التحرير