تويتر ليس مكبّ نفايات

تيزار

ماذا نريد من تويتر؟.. هل نريده منصة لتبادل الآراء وتلاقح الأفكار وتقديم الطرح النافع، أم نريده ساحة ومسرحا للتراشق والسباب؟.
هل نحتاجه رافدا تقنيا لتعزيز مفاهيمنا الثقافية والأخلاقية، أم “دورة مياه” نُلقى فيها مُخلفات الثقافة المريضة التي تسللت إلينا في غفلة منا؟.
هل استثمرنا تويتر، ووظفّناه وفقا لما نريد نحن، وبما يتناسب مع قيمنا وأخلاقنا؟، أم نجح هو في استثمارنا وتوظيفنا وتغذيتنا بمفاهيم وافدة وغريبة علينا؟.
تغريدتان فجرتا قضية “وعي وفهم”، واحدة كتبها الأمير عبدالرحمن بن سعود “اللهم أحسن خاتمتي، وأعذني من شر نفسي ومن كل الشرور، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم”.
فواجهته تغريده جوابية لفتاة “ترا مو لازم الكل يعرف إنك تقي، وتويتر ليس مسجدا، هل يجيد (…) القراءة والكتابة”.
التغريدتان قدمتا جوابا لسؤال هام: كيف نتعامل مع تويتر؟.. البعض يكتب دون وعي، ويتطاول بجرأة، ويسفه طرح غيره، ويتجاوز حدود المسموح به -لغة وأدبا- وربما تحمله “الأنا” للتطاول على الذات الإلهية دون فهم منه لما يقول.
فيما يستثمر الآخر الرافد النشط؛ ليذكّر نفسه، وينفع غيره بدعوة ربما تُبدل مسار قارئها، فكثيرا ما أثرتنا -بحق- قصة رواها مغرد، واجتمعنا على طرح نافع قدمه شاب، وتجاذبنا الآراء حول فكرة رائدة غردت بها فتاة، وأسعدتنا رؤية جديدة أشار إليها كاتب لم نلتفت لها من قبل.
كم سعدنا -بحق- على صفحة تويتر بالنقاشات الهادفة، والطرح الثري، والمعلومات القيمة التي أهداها هذا، وقدمها ذاك، فتعلم الكل منها بلا استثناء.
هذا هو تويتر الذي نتمناه (منصة ثقافة.. لا دورة مياه)، منصة لها أدبيات يلتزم فيها المغرد بقانون الذوق العام، يدرك مسؤولية ما يكتب، ويعرف أن الكثيرين يقرأون ما كتب.
تمهل قبل أن تكتب أو تجيب.. فـ”تويتر” حامل بضاعة، لا يزن ما يحمل، ولا يعرف ماذا يحمل.. أما نحن، فينبغي أن نعرف، ونزن، ونفرّق بين كلمة تُعزز ثقافة وترسخ منهجا، وأخرى تلقي بنا إلى هاوية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟