ميان.. قصة إبداع من علبة ألوان
حلم بدأ على وسادة وتحوّل إلى كيان
أمنية زاهد – حديث المدينة
البداية حلّم على وسادة . وكثيرة هى الأحلام التي تكبر حتى تٌصبح كيانا ناطقا بالفن والإبداع .. هذا هو مرسم ميان .. حلّم عاش حبيس (علبه ألوان) و منحته الحرية ثلاثة أحوات عبير وأسماء وماريا .ومع روعة اللوحات التي تابعتها (حديث المدينة) داخل المرسم تبقى خلف كل صورة حكاية بل وراء كل لون قصة مشوّقة .
(علبة الألوان كانت هي الشرارة) .. هذه هى البداية التي اختارتها عبير وهى تحكي حكايتها فقالت: كانت عمتي رسامة وكنت أراقبها عندما تضع سحرها على الورق و في يومٍ من الأيام أحضرت لي علبة ألوان وكنت في سن الخامسة، هنا بدأت الشرارة، عندها بدأت أتساءل عندما أراقب والدي أيضاً وهو يرسم بالرصاص، هل يعقل أن يوجد من يمكنه الرسم بهذا الشكل؟
مع مرور الوقت بدأت أحاول مع نفسي و أتصفح الجرائد والمجلات يومياً لأرى الصور، وأحياناً إن سمح لي والدي باستخدام الكمبيوتر الشخصي كنت أتأمل الخلفيات، صور في كل مكان وفي حين أن الصور تعتبر نافذة للإلهام فقد أصبحت الحياة في نظري عبارة عن صور.
وتكمل عبير : وصلت إلى الجامعة فشاركت في مهرجان المدينة بركن عرضت فيه أنا وصديقتي رسوماتنا ..لا أنكر أن انبهار الحضور دفعني للمشاركة في معارض أخرى أبرزها معرض واعدات وفي عام 2011 تمت فعالية شارع الفن وهناك كانت أول ورشة لي .
واضافت عبير بدأت أفكاري عن مرسم ميان في عام 2013 لكنها كانت مجرد أفكار لكن في عام 2015 قمت انا وماريا بفتح مرسم صغير في منزلنا لنقدم فيه الدورات ولنعرض فيه الرسومات وتلك كانت الخطوة الحقيقية، وفي 2016 كنت في العمل وفجأة (لبست عبايتي ورحت البيت، أبغا أسوي متجر!)، كيف؟ ( لحد يسألني، بس أبغا أسوي متجر) .
وعن ماريا حكت عبير: ماريا اصغر مني بـ 7 سنوات.. كانت الصور مصدر إلهام لي وكنت مصدر إلهام لماريا .. كانت ماريا تراقبني من سريرها حتى المرحلة الجامعية، اجتمعت الأقدار ولم تستطع ماريا اختيار تخصص احلامها ( الطب) فأشرت عليها بدراسة التربية الفنية،
كانت لديها الأساسيات من قبل فقد شاركت معي في المعارض وكان لها أسلوبها الخاص والمميز والفارق بشكل كبير عن أسلوبي في الرسم .. ماريا لديها أسلوب غامق يميل للخشونة على عكسي تماماً،.. خلال دراستها تعلمت الكثير من المهارات والحرف واتقنتها بطريقة مبهرة، عندما أصبحت لها ورش ولي أيضاً فتكونت لي ولها قاعدتا بيانات، قررنا ضمها لبعض وفتح مرسمنا الصغير في المنزل .
عام 2016 قررت فتح متجر ليكون مرسما ومعرضا لا أدري ربما شاهدت الفكرة في فيلم ؟ لا أعرف كيف أتت .. قمنا بفتح متجر على الإنستجرام لبيع أدوات الرسم التي لم تكن متوفرة هنا، الأدوات التي يستخدمها المحترفون والتي عانينا سابقاً بسبب عدم توفرها لدينا فقررنا توفيرها لأصدقائنا فنانو المستقبل
بعد نجاح المتجر راودتني أفكار أنني سأتأخر لو قمت بكل الأعمال بنفسي، لكن لا يهم فقد راودتني رغبة عارمة أنني أريد أن يحمل كل جزء هنا لمساتنا، أن يكون كل ما هنا صنع بأيدينا، تعلمت حينها حرفة الخشب والنجارة وعملنا سوياً أنا وماريا، زوجي أيضاً قام بالمساعدة، في الواقع (اكتشف إنه نجار محبوس)،
كانت رحلة ثمانية شهور من العمل، تم الافتتاح في الرابع عشر من نوفمبر، كانت الفرحة غريبة لا تشبه أي فرحة أخرى، كل من شاركني الفرحة لا يمكن أن أنساه، ازدحم المكان يوم الافتتاح من متابعين لداعمين ومحبين ومن وقفوا بجانبنا خطوة بخطوة، عندها علمت أن الفرحة بالمشاركة .
وعن الدعم قالت عبير : إنني أجد الدعم في كل نظرة فخر أجدها من محيطي، والدي-رحمه الله-هو الأساس وكنت وماريا كثيراً ما نفكر كيف سيكون شعوره لو كان حاضراً معنا الافتتاح؟ وشاهداً على خطواتنا السابقة، كيف سيكون الأمر لو عمل معنا على أرفف الخشب وطلاء الجدران، لكنه معنا في كل خطوة فكل ما وصلنا إليه يحمل لمساته وتوجيهاته واحساس الفن الذي بذرَه فينا منذ الصغر، الصديقات والأصدقاء المتابعين والذين ساندونا بكلماتهم طيلة هذه المدة، البعض ألقى كلمات لم يلقوا لها بالاً ولم يشعروا أنهم قدموا شيئاً؛ لكن يكفي أنني شعرت انهم ضغطوا على مفتاح التشغيل بداخلي،
وعن المستقبل وما يحمله قالت عبير : نعمل الآن على خطة تقوم على تقديم دورات لكلا الجنسين، وتوسيع نطاق العمل، كل ما أستطيع قوله هو أن على باقي المدن أن تنتظرنا، في كل مرحلة أشعر أن الخطة تزداد طولاً، النجاح رحلة وليس مرحلة، ربما لا تكون الخطوات القادمة واضحة بتفاصيلها، لكن عندما نقترب منها ستتضح بالشكل المطلوب اختتمت عبير قصة الحلم الذي خرج من علبة الألوان قائلة : كل شئ يحدث في وقته المناسب، لا أظن أننا تأخرنا في افتتاح المرسم ولو كان في السابق لما كان بهذه المعايير والروعة.
ماذا قال شراحيلي ؟
الفنان التشكيلي محمد شراحيلي أشاد بمرسم ميان واصفا إيه بالمشاركه المجتمعية الرائعة وقال أنا أتأمل خيراً بكل خطوة يقومون الأخوات ميان مؤكدا أن لديهم أسلوبا متفردا في الفن ومكانهم متميز في المجتمع، ولقد شاهدت دورة واحدة لهم وكانت للأطفال ومنذ ذاك الحين وأنا مؤمن بهم، ليس سهلاً أن توصل معلومة لطفل، لكنهم لم يسعوا إلى إيصال معلومة؛ بل اوصلوا فن يلامس الطفل، وهذا ما أبهرني .
أبرز العقبات التي واجهت الأخوات
- عدم توفر الأدوات
- الصدى الإعلامي،
- حداثة الفكرة على المدينة
فعلا ماريا ميان فنانة موهوبة وتستحق الدعم وماريا الشيخ لا تقل عنها ونتمنى نشوف تقرير عنها قريب ❤️💪.
أحببت حرفك جمليتنا أمنية وهنيئًا لبنات ميان فخر لنا أنتن بارك الله لكم..
عائش الحاسوبي 🌿