وينك معاليكم؟!

بقلم : عبدالمحسن البدراني
رئيس التحرير

ما حدث في المستشفى العام بالمدينة المنورة الأسبوع الماضي أمر مؤلم وصادم ولكن غير مفاجئ، بل هو نتيجة طبيعية متوقعة للضعف والإهمال وسوء الرقابة والدمدمة والطبطبة في صحة المدينة.

كل شي يتغير وجميل بالمدينة المنورة إلا صحتها.

وكلما تعلقنا بأمل أن ينصلح الحال جاءتنا طامة أخرى، وكأن صحة المدينة «تقرأ» على الوزراء والمسؤولين، فقد تعاقب الكثير على الوزارة وعلّة صحة المدينة باقية وصامدة.

المستشفى العام الجديد عبثت به الأيادي ولم يكمل عامين من افتتاحه حتى تم إقفال بعض أقسامة بسبب العلّة في كل «أوردته» الناقلة للأكسجين ومازال التشخيص جارٍ والمسؤولية مُعلّقة بشأنه!

وأمام ذلك يتّسع السؤال وتمتد علامة الاستفهام لمسافات بعيدة دون نقطة تُنهي زحفها وجريانها، وتُقدم لنا الجواب الذي يروي ظمأ الكل بدءا من مواطن يسأل وانتهاء بمريض ينتظر سريرا وآخر ينادينا بصرخة وجع.

أسئلة دخلت دائرة الحيّرة عن مستشفيات المدينة المنورة التي حيّرتنا بلافتات عجزها ما بين مًغلقة جبريا وأخرى تحفظيا وثالثة أوصدت أبوابها بأمر الصيانة ورابعة غيّرت من نهجها العلاجي واكتفت بكورونا ومرضاها.

وينك معاليكم؟! ..دور العلاج بالمدينة ترهّلت وباتت لا تستطيع حمل مشرط لتداوى أوجاع المرضى، الطوارئ مزدحمة وطوابير متراصة وأسرة غائبة وطاقة استيعابية خجولة وانتظار يتجاوز الساعات. ومع هذه الصورة المتشابكة يبقى تشخيص أمراض صحة المدينة أمرا صعبا يُعجز الخبراء والعارفين.

إدارات مستشفيات المدينة باتت كلعبة الكراسي الموسيقية، الكلّ يركض لا ليسبق ويلحق بمكان بل يركض ليهرب من المسؤولية والمكان. مدير ومن بعده مدير والمعاناة هي المعاناة بلا مشهد أخير.

وينك معاليكم؟!  إلا يوجد علاج للارتقاء بالقطاع الصحي في المدينة الذي عانى لسنوات من غياب الحلّ، فالأنصار مغلق والميقات يشاركه الإغلاق و»المدينة العام» لحق بهما مؤخرا في مشهد تكافلي يزيد من هوة المعاناة المتسعة.
الشؤون (الترميمية)وليس الصحية بالمدينة ترمّم –جاهدة- ما أفسدته تعريّة السنوات، لن نلومها لأننا نراها بعين الحقيقة فهي ممسحة «زرا» الوزارة،صوتها أقل من ان ينقل الوضع على حقيقته.

إن مراهم العلاج التي تصرفها الوزارة لصحة المدينة ربما تسكن الداء لفترة ولكنه يعود من جديد، ولكن «البتر» رغم الألم والصدمة والمرارة ينهى ألم السنوات ولا يعود.

الحل بوضع استراتيجية تطويرية جديدة للقطاع الصحي بالمدينة تبدأ من النقطة صفر وتنتهي بالنقطة عشرة أفضل مائة مرة من ترميم وتسكين وتخدير ومعالجة للقطاع «المعبوث به».

وينك معاليكم؟!
ليس سؤالا بل رجاء لنظرة بعين جديدة للقطاع الصحي بالمدينة. نظرة ترتّب وتؤدب وتقسو على من تسبب بالخلل.

معاليكم.. قال أخر مبعوثيكم في زيارته الأسبوع الماضي لمسؤولي المدينة الذين رافقوه في جولته في المستشفى العام:
وش ذا؟؟! حنا وين؟!!!
حينما شاهد أسطوانات
الأوكسجين جوار المرضى.

وسلامتكم معاليكم…

‏يا طاهرة ياأرض الحبيب الهادي
‏لا تجزعي لا تحزني لا تقنطين
‏أنتِ بوادي و»صحتك» في وادي
‏الله يفكك من يدين العابثين

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. جزاك الله خيراً
    فعلا هذا الواقع في طيبة الطيبة منذو عدة سنين. وهذا الحال في المستشفيات.

زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟