خالد غوث ..تاريخ مديني مشرّف
حديث المدينة – خاص
لم تكن رحلة نجاحه – متباينة الوجوه والمحافل – هي المحفّز الوحيد الذي قادنا للكتابة عنه فلقد أدهشتنا السيرة العطرة التي يتناقلها الكثيرون والأوصاف التي يتسابق البعض في وصفه بها وإهدائها له .. أوصاف تمس الخُلق الرفيع تارة ورحلة العطاء تارة أخرى وثالثة تقترب من مشواره الخدمي وإحساسه المتعاظم بالمسئولية المجتمعية.
ومع كل الأوصاف يبقى خالد بن حمزة غوث أجمل عنوان يمكن تصديره عن المدينة المنورة مدينة القيم والأخلاق.
وعلى الرغم من ميلاد غوث بالرياض إلا أن مدرسة الناصرية الإبتدائية بالمدينة المنورة تركت داخله بصمة لايمكن نسيانها – وفقا لوصفه. حيث تجاوزت في عيونه مدرسة لتعليم الكلمة والحرف إلى أخرى تزرع الحب والفضائل الجميلة.
رحلات سفر قطعها خالد غوث رغبة في التعلّم والفوز بالشهادات العلمية بدأت بلبنان مرورا ببلجيكا وانتهاء بلاهاى حيث حصل على الثانوية من الكلية الوطنية في الشويفات بلبنان ومن بعد الشهادة الجامعية في الحقوق والعلوم السياسية من بلجيكا ثم دبلوم الإدارة العامة من معهد الدراسات الدولية في لاهاي.
عاد خالد غوث من رحلات السفر محمّلا بالخبرات ليبدأ مشوارا جديدا من العمل ملحقا ثقافيا للمملكة بباريس ثم مستشارا ثقافيا بألمانيا ومن بعد مديرا للإذاعة السعوديّة.
أخذ الإعلام نصيبا كبيرا من حياة غوث حيث أثرى محفله بمبادرات ناجحة. ساهم في تأسيس إذاعتي القرآن الكريم بمكة والرياض ومنظمة إذاعات الدول الإسلامية وقسم الإعلام بجامعة الملك سعود ليس هذا فقط بل ساهم في تأسيس وكالتي الأنباء السعودية والأنباء الإسلامية الدوليّة.
ومع مبادراته التي أثرت حقل الإعلام جاءت مشاركاته الناجحة مع وفود المملكة في مؤتمرات وزراء خارجية الدول الإسلامية كما مثل المملكة في مؤتمرى مكافحة الشيوعية العالمي في كل من الفلبين وفيتنام.
المدينة المنورة -المحطة القريبة إلى قلبه – كان لها نصيب الأسد من نجاحاته حيث تم اختياره عضوا في مجالس إدارات عدد من القطاعات الفاعلة أبرزها الغرفة التجارية الصناعية والمؤسسة الأهلية للأدلاء والجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية وغيرها لينعطف انعطافه خدميّة أخرى عضوا لمجلس منطقة المدينة المنورة لثلاث دورات وعضوا لمجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة إضافة إلى عمله الأساسي في مجال زراعة النخيل.
المناصب والمبادرات والعضويات التي أثرى بها غوث محافل العمل وشهدت بنفعها مسارح العطاء لم تٌشبع الرجل الناجح فإذ به ينادى أصحاب العلم والخبرات ليلتقوا في ” إثنينيته ” الراقية بغية تلاقح الرؤى وتبادل الخبرات التي ينتفع بها المجتمع المديني بل والوطن كله.
أثنينية غوث تحولت إلى أكاديمية علم كما الرحلة الناجحة حوّلته أيضا في عيون أبناء المدينة إلى تميمة إبداع .. هذا هو خالد غوث .