
رسائل من السماء
بقلم: سمية جلّون
في الحياة الدنيا يبدأ كل يوم وينتهي بقدرٍ مكتوب من الخالق ومرتب بحكمته، يتخير فيها الإنسان بين نعم الله عليه ويتيسر عليه ماهو خيرٌ له منها..
فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها، طاقتها وحدود قدرتها..
وحصاد ذلك يكون قوله تعالي: ( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا).
وفي كل يوم تصل إلينا رسائل من السماء، تأتي في لحظة أو غمضة عين لتوقظنا وتنبهنا وكأنها إشارات أو بشارات، تأتي في المنامات، والمواقف التي تحدث أمامنا وتحدث لنا وتحدث لمن حولنا..
مجرد وعينا لها يجعلنا نحسن إختيارات الإستمتاع في نعيم الدنيا برضاً من الخالق ونعمته علينا، وآداء رسائلنا لإعمار الأرض..
هذه الرسائل..
تصل إلينا عبر أُسرة نعيش معها وأشخاص نلتقي بهم وكلمات أو عثرات..
تصل إلينا بين الأرقام والألوان، في وضح النهار وسطور الأخبار..
تصل إلينا من فكرة مشهد في مسلسل، اجتماع عمل، رياضة ذهنية، أو هدية عند باب المنزل..
تصل إلينا من وسائل التواصل الإجتماعي، أصدقاء الدراسة، حروف الكتب وملامح الأطفال..
تصل إلينا عبر فضفضة من القلب، دعاء للأحبة، أمنية تحققت او قطرة مطر..
تصل إلينا من فرحة نجاح، خبر ولادة، اجتياز عقبة أو طعام لذيذ..
تصل إلينا من رعاية الكبار أو مرض يتهالك منه الجسد..
تصل إلينا من عدالة الكون، دعم المجتهد، إبتسامة حقيقية أو “تم إيداع الراتب”..
ونحن فقط المقصودين بكل رسالة تصل إلينا من وسع السماء، وبينما نحلل وندقق ونربط بين تفاصيلها وبين ذواتنا تتضح الغاية من إرادة الله لوصولها إلى نصب أعيننا.
فلا يحدث شيء بدون حول الله وقوته..
فهلاّ وعينا..
الكلام الطيب هو مفتاح كل شئ جميل…