شارع الرومية في المدينة المنورة  

 بقلم : د فؤاد المغامسي 

 كاتب وباحث  تاريخي

بستان الرومية الذي أصبح شارع الرومية ثم صار فيما بعد منطقة الرومية ويضم سوق شهير عرف باسم “سوق الرومية” الذي كان يقع خارج السور الداخلي من الجهة الشمالية الشرقية من المسجد النبوي  فالخارج من باب الجمعة يتجه يساراً بمحاذات السور يصل إلى منطقة الرومية, أما للخارج من الجهة الشمالية من الباب المجيدي والمتجه يميناً على محاذاة سور المدينة يصل إلى منطقة الرومية, وفي مطلع القرن الرابع عشر الهجري تحولت الرومية من بستان إلى منطقة دور يتخللها شارع  يمتد بمسافة 200 متر بعرض 3 إلى 4 أمتار بأرضية ترابية فيأتي على يسار الماشي بعض الدور خارج السور في منطقة الأباريه, أما من الجهة الشرقية, مزارع باب الجمعة, وفي وصف بعض شوارع المدينة المنورة التي تقع في الجهة الشرقية يذكر السيد الخياري :”شارع الرومية المؤدي إلى شارع الأبارية كلاهما بستانين خارج السور”.

الروم أو الأروام,  هكذا كتبت في أحد الصكوك الوقفية لإحدى المدارس الوقفية بالمدينة المنورة والسبب من ذكر ذلك هو لفظة “الأروام” وهو جمع خاطئ ولكن هكذا تكتب حتى في بعض الوثائق والمؤلفات في ذلك الزمان, وأيضاً هكذا ذكرت في بعض مؤلفات المستشرقين من الرحالة ويقصد بكلمة الروم أو الأروام : هي تسمية أطلقها العرب على الترك لأنهم استوطنوا أراضي الروم البيزنطيين في الأناضول.

ولذكر سبب التسمية “بالرومية”, لابد من العودة إلى تاريخ تلك المنطقة حيث تذكر المراجع التاريخية عن تلك المنطقة أنها كانت تسمى “بالمناصع” وكان موضع المناصع هي جهة الخلاء, ويذكر ويعلل صاحب كتاب الدر الثمين الشيخ غالي الشنقيطي سبب التسمية بقوله :” ويسمى مكان المناصع اليوم بالرومية ولعل سبب ذلك أن عمر بن عبدالعزيز أسكن هناك عمال الروم الذين كانوا يعملون في بناء المسجد في عمارة الوليد بن عبدالملك التي أشرف عليها عمر بن عبدالعزيز”, ويوجد قول بأنها سميت بذلك نسبة إلى امرأة من بلاد الروم سكنت هناك, ولكن كون تلك المنطقة كانت خارج السور الداخلي يرجح القول الأول بأن سكنى العمال الروم في تلك المنطقة الذي أخذت أسمهم.

وقد أزيلت منطقة الرومية وشارعها وسوقها في توسعة المسجد النبوي الشريف في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه والذي بدأت عام 1405هـ وقد أدخلت ضمن المسجد النبوي وساحاته الشرقية.