
بدوي نذل وحضري حقير والتهمة (شيعي)
أنا عبدالمحسن بن نافع بن عائش البدراني، ربعي البدارين من حرب وعيال عمي بدارين الدواسر أفخر بهاجد ابن راجح وأفخر بعامر بن بدران (الضمين).
والدي رحمه الله من كبار ربعه وروسها، وُلدت بالمدينة وسكنت في حواريها، درست بمدرسة النجاح في باب الشامي وأُسيد بن حضير في الحرة الشرقية.
جاورت البدو والحضر والقصمان، نصف ربعي يقطنون المدينة ونصفهم بالقصيم.
أمي الله يحفظها تسوي لنا قرص ومرقوق وأحلى محشي وكابلي وما في أروع من طشة ملوخيتها.
الظهر تغدي ربعها وبعد العصر نمر معها أنا وأخوي عبدالمعطي لمكتبة الثقافة وتقول ياعم (نمنكاني) أبغى كتب زينه يقرونها عيالي، ناخدها منك وحنا راجعين من شارع العينية.
-.
أحب تمرة العجوة وتمرة السكري
وأعشق الكليجا واللبنية والهريسة.
أهيجن وأستمتع بالمحاورة وأطرب للسامري وأغني ينبعاوي والعب العرضة وأعشق الزير ويعجبني المزمار، لعبت المضيمضاح مع البدو لين كسروني، ولعبت الحجاج مع الحضر والطيري.
قنصت ورميت وركبت الخيل والعب البلوت..
قهوة الصبح عندي “تركية” وبعد المغرب أشبْ النار وأشرب قهوتي من “الشاذلية”. أكلت “التارت” في أفخم مقاهي باريس والتمر والخواضة في نفود القوز.
-.
أنا نموذج مديني كباقي أبناء المدينة باديتها وحاضرتها، هذه ملامحنا وهذه تفاصيلنا، تجاورنا وتعايشنا وطول عمرنا كذا.
خاويت سنة وشيعة رجال ونعم الرجال، فيهم من الكرم والصفات النبيلة ما يُضرب فيه المثل ومازالوا ولله الحمد، وشفت أنذال من الاثنين.
صحيح أن أبناء القبائل أكثرية بالمدينة ولكن هل تعلم إيضاً أن نصف من نطلق عليهم “حاضرة” يرجعون أبناء قبائل إيضاً، جميعهم تعايشوا وتراحموا وشكلوا مجتمع مديني جميل يجمعهم المسجد النبوي في الصلوات، وقصور الأفراح في المناسبات والتواد والتواصي في العزاء.
هذا المجتمع المديني المتشكل من أبناء قبائل وأبناء العوائل أفرز هوية وتجانس مديني جميل من المحبة والطيبة، هذا التصالح مع النفس والحب للخير أصبح هوية تميزهم، أصبحنا نفتقده مؤخراً بسبب بعض “كلاب” المجالس حشاشة العراقيب، الذين يتطاولون على الأنساب ويصنفون المجتمع.
“حقير يذم البدو و”نذل” ينقص في قدر أبناء العوائل، و”سلتوح” يفتي بـ (تراه شيعي).
بكل هذا البساطة يُخرجون الناس من مذاهبهم ويقذفون أخرين.
“هامشيون” يتاجرون بالمعارك الوهمية، “جُبناء” يُودودون خفية ليصدروا بعدها كبش فداء لهم من أهم صفاته أنه مثل “وجه أبن فهره”
وكصرصور الليل أن رميته سكت، يعيش في مجالس “قطّاعة الساقة” “حشّاشة العراقيب”.
لن تفهم أيها الغبي معنى أن تشتري صندوق رطب “روثانة” من مزرعة الهاجوج النخلي في الصباح، وبعد العصر يُهديك جارك إبراهيم القرعاوي
القصيمي كرتون “سكرية” وبالليل تتفاجأ بمحمد النعمان يرسل لك
عجوة.
لن تفهم أيها (المريض)..
عندما تفطر الصباح قُرص بالمضير
وبعد المغرب تحلي من “الشيحة”
وبعد العشاء تتفاجأ بأختك ترسل لك كليجا.
-.
كل من يعبث على المتناقضات سيخسر، وكل من يحاول إحداث شرخ في هذا المجتمع المتعايش سيخسر حتى وأن علا صوته لفترة!
-.
كل مجتمع في كل مدينة سعودية إن أختلف في طباعه وأصوله وعاداته وموروثه هو اليوم واحد في هويته وفي شكله وفي ملامحه لا أحد يستطيع طمس وإلغاء أحد.
عاش أبناء المدينة وأهلها سابقاً هكذا متجاورين بمنازلهم وبمزارعهم وبفصولهم ومدارسهم ومكاتبهم بدوي وحضري وقصيمي وسيضلون،
وكلهم يقولون “ياهلا ويامرحبا” بمن زارها وسكنها.
لله درك يابو مهند
وبارك الله في قلمك
الحقيقة وفيت وكفيت في هالمقاول (الدسم)
الموُشبع حد التخمه
انت تمثلني في كل حرف
تقييمي للمقال انه بمثابة (معلقة)
يجب أن تنشر على استار صحف الوطن كاملة وعلى قنواتها المرئية
ولو كان لي من الأمر شيء
لامرت وزير الإعلام بتخصيص حلقة في كل قناة تستضيف فيه مثقفي الوطن لمناقشة المقال وتفنيده والتوصية بترسيخه كفكر واجب زرعة في عقول الصغار
انت مبدع يابو مهند
انت كذا 👍