عفواً؛ تعثّرنا بمخلّفاتك.

روَان الحجوري

بعض الثغرات يملأ فجواتها التغاضي؛ وبعضها يستجيب لنصائحالتحسين فتتقلّص إلى أن تمضي، لكن قذارة طريق كهذه لن تفلحمعها التنهيدة؛ إذ بالمقام الأوّل لم تردعها الغرامات،

أتساءل في استحياء: أي إنسان بمقدوره أن ينفض قذارته عنه ليلوّثبها المكان الذي استهلك وقتًا لإيجاده نظيفًا يليق به،

أفزع من تناقض كهذا، لأن الإنسان ذاتهقبل برهة قصيرة من الآنشتم ولعن كل الذين شوّهوا أماكن الجلوس، ثم هو بكامل قدراته يفعلالشناعة ذاتها، دون إدراكربّما؟  

وهنا فزع يحظى بالأولوية، هل تندرج مثل هذه التصرفات ضمنالأفعال اللّاواعية؟ أيكن تلويثنا للأماكن ونفض قذاراتنا مُعلنة نوع مننظام تلقائي تفعله حواسّنا بغير ما تنبّه، اوه لنرمي هنا، فهذا شارع،عادي سيأتي من ينظف المكان بعدي، جات علينا؟ مو كل الناسترمي، وأشمئز ..

في مدينة يتلألأ من جنباتها النّور؛ ويفوح بين أرجائها العبق أشعر أنالشرهة مُضاعفة، وأقول أين تصبّ هذه الملامات وكيف تتوزّع؟ أيتطلّبالأمر غرامة وقدرها لتكن نظيفًا في نهاية المطاف؟ ياللخجل 

تلاحظ من حولك وتُسرّ حين يهمّ شخص ما بالنهوض حاملًا مخلّفاته،تأسف لأن تصرف من المفترض أن يكون طبيعيًا أصبح شِيمة تزكّيبها أحدهم،

حقيقةً ماذا يتطلب الأمر لنحصل على مناظر سارّة، مساحات نظيفة،طُرق باستطاعتنا المسير بها دون تعثّر، دون أسف، عين ستتيقنأخيرًا أنها لن تغمض معرضة عن التشوهات، بل  ستبصر متأمّلة فيالجمال، في المنظر الحضري الدالّ على جدارة من يسكنه 

مسؤولية تُلامس الجميع وتبدأ من التربية، ونحن لا نتوقع من الجميعبطبيعة الحالامتثالًا تامّا، لكن يصبح الأمر سهلًا بمواصلةالتذكير، بتعهّد المكان والإنسان، بالإشراف الحيّ، والعمل المثابر،لنحظى في النهاية، بمدينة نظيفة. 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟