كبح جماح الإبداع

بقلم: محمد عوض الله العمري

 

في كل مجتمع عادة ما ينشط مجموعة من أبنائه وهدفهم خدمة المجتمع والرفع من شأنه من خلال تقديم العديد من المبادرات المختلفة، ولكن يحد من نشاطهم ويكبح جماح حماسهم وربما يحبط همتهم ذاك الرجل الذي نصّب نفسه وكيلاً حصريًا لا يحق لأيٍ من أفراد مجتمعه تجاوزه وعدم أخذ مباركته على ما يُقدم، وهذا (الحصري) يكون عادة هو المتنفذ وصاحب الرأي الأوحد بزعمه مدعومًا بحاشية لا تتوانى في تمجيد خطأه قبل صوابه!
فلا يحق لأحدٍ أيًا كان تعليمه وعلمه ومكانته الثقافية والفكرية أن يطرح رأيًا أو يبدي مبادرة اجتماعية ما لم تكن باسم (الحصري) بعد إقناعه واقتناعه بها.
وعلى رغم ما وصل إليه العالم من نهضة وتقدم إلا إن هذا الفكر ما زال متواجدًا وإن كان في المجتمعات الصغيرة ذات النسق الاجتماعي الضيق بشكل أكبر.
فابن المجتمع البار صاحب الرؤية الصادقة المتطلعة للتطور والمتواكبة لمسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد إن بادر بمفرده (دون الحصري الألمعي) سيم سوء الازدراء والانتقاص وعُفّ عنه وعن رأيه وتم تحييده.
أحدهم ألف كتابًا لم يستأنس فيه بمباركة المشار إليهم فتم نسف كل جهده ومجهوده وماله ووقته وبحثه واستقصائه بكلمة خالدة وبيان صارخ من ذاك (الحصري)!
إلى متى يريد منا هؤلاء أن نكون فقط وفق منظورهم الضيق الجاثم على موروثات متوارثة وجامدة وكأنهم في معزل عما تقدمه قيادتنا الحكيمة والتي شهد لها العالم من حث ودعم لأصحاب المبادرات الإيجابية وللمفكرين والمبدعين وتكريمهم.
ألم يروا الجوائز التي تقدمها الدولة للأدباء والمفكرين والعلماء والمبدعين وما فيه من دعم وتشجيع للعلم والبحث؟
ليس اللوم عليهم فقط بل ربما اللوم الأكبر على من يؤمّن لرأيهم رغبة في فائدة وقتية ونفوذ وهمي.
كفى أيها اللاهثين لكبح جماح التفكير الإبداعي. كفى انغلاقًا في فضاء مفتوح. وكفى انكفاءً على الذات في أفق واسع، فأنتم بهذا السلوك تتقدمون إلى الوراء.
شجعوا أبناءكم على الإبداع والمبادرات الإيجابية وفق المنهج الواضح الذي تسير عليه مملكتنا العظمى، في ظل قيادة تفخر بهمة أبنائها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟