خسوف الروح

بقلم: سمية جلون

حدث في أحد التجارب الروحية لأحد المدربين نقلة نوعية ومختلفة في مسار حياته ساهمت بشكل كبير في انتقاله من مرحلة التشتت والفوضى إلى مرحلة الهدوء والسلام الداخلي وذلك يعود إلى إيمانه القوي بأن كل ما على وجه الأرض يتغير بتغير الوعي واتخاذ القرار مع توافق الظروف والأحداث، وكانت هذه التجربة عبارة عن تمارين للتخلص من الأفكار والمعتقدات التي ترسخت في اللاوعي لديه خلال فترة نشأته من سن الرابعة إلى الرابعة عشرة والتي كونت الجزء الأكبر من شخصيته بعد مرحلة البلوغ (مرحلة الفوضى الداخلية والتشتت).
وعندما اكتشف المدرب رسالته الروحية في الحياة وأقر بها ووضع خطة لينفذها وأصر على إنجازها ظهرت أمامه كل الأفكار والمعتقدات المعيقة بحيث حجبت عنه كل ما يساعده لآداء هذه الرسالة؛ بمعنى أنها تسببت في خسوف روحه واختبائها خلف جسد وعقل شخص عاجز لا يستطيع الوصول لأهدافه، وبينما كان المدرب في صراع بين آداء الرسالة خلفه والمعيقات أمامه تتجه إليه بعض الرسائل الكونية من الخالق تجعله يشعر بالإطمئنان أنه على قيد الحياة وفي الطريق الصحيح إلى السعادة الروحية وكل ما يتطلبه الأمر هو الوقت الإلهي المناسب.
هذا المدرب ليس شخصاً عادياً وليس غريباً عنك، هذا المدرب هو أنت! هو نفخة من روح الله وضعت فيك لتؤدي رسالة تساهم في إعمار الأرض.
هذا المدرب كان ومازال وسيستمر ينتقل بين مراحل الوعي حتى يصل إلى التصالح مع الذات، الهدوء والسلام الحقيقي مع الوقت الإلهي المناسب لرحلته، وهذا المدرب سيتعلم من خلال الوقت والخبرات ما يساعده على بناء أفكار ومعتقدات خاصة به تبعث له السعادة وسيكتشف رسالته الروحية ويُتم إنجازها طالما يعبد الله حق عبادته ويؤدي الأمانات لأهلها ويحب لأخيه ما يحب لنفسه.
هذا المدرب هو أفضل معلم لك، وهو أفضل من يجعلك ترى جانبك الخفي الذي بينك وبين الخالق، كما أنه أفضل صورة تعكس روحك وتستطيع معرفة إذا ما كانت روحك مختبئة خلف ستار يحميها من الظهور على فطرتها بالإجابة على السؤال التالي في حياتك الشخصية.. هل أنت صانع قرار؟
إجابتك ستحدد مدة إنتهاء أطوار الخسوف عن روحك.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟