وفقاً لحجم (مؤخرتكِ)

 بقلم : عبدالمحسن البدراني

رئيس التحرير

تفاهة وسطحيّة وهبل وسوقيّة وإهانة للذوق المجتمعي العام، هذه هي الأوصاف التي تليق ببعض من أساءوا استخدام تقنية السناب شات وجعلوا شاشتها نافذة لتصدير البذاءة والمحتوى الخادش للحياء.

تفاهة وبذاءة سلوك حوّلت منصة سناب شات إلى سهم يصيب كبد كل بيت، ويُهين القيم والأخلاق المجتمعية الجميلة.
مقاطع يتم تصويرها من غرف النوم والمسابح وصور يبثها البعض برداء فاضح ويصدّرونها –عمداً وبقصد- لتصل إلينا رغما عنا.
فأصبح المعاتيه والهبل هم النخب وأبطال المشهد وسنام المجتمع وهم (حاديه وراحت على الحادي)

الوصفة السحرية..
أطلق على نفسك لقب (أبو خشم و إلا أبو عصعص) وخذلك هدية قيمة ومرّ على أحد عتاولة السناب وقدماءه وكم يوم وتصبح من مشاهير سناب.
– هاجم مشهور أخر
– طقطق على الشياب
– أستأجر لك سيارة فارهة
– قول أنك تاخذ (شاور) كل يوم
– حدثنا مرة عن إنفلات المجتمع ومرة عن أهمية التوفير المالي بعد ما تسوي إعلان عن أفخم العطورات من داخل سيارتك البنتلي بعد أن تنهي وجبة الغداء في مطعمك الفرنسي المفضل.

السناب ليس مجرد وسيلة بل ساحة أو شارع عام يحتاج لقانون مُغلّظ للمحافظة على ذوقه وأدبياته ومراعاة حُرمة البيوت وعيون الصغار والكبار، يحتاج لرقابة حتى لا ينفلت المحتوى ليصيب الكلّ بلا استثناء.
ومع كل ما سعدنا به من قوانين وضوابط رسمت على أرض الواقع خطوطا أخلاقية حمراء التزمت بها أغلب المنابر الإعلاميّة إلا أن السناب خرج عن المنظومة مغرّدا في سرب التفاهة منفردا غير مكترث بكل القوانين والأطر.
فأصبحنا نرى جاهل يحدثنا بالدين وأحمق يطالبنا بالحكمة وراقصة تنصحنا كيف تهتم بزوجتك.

الدهشة تتمثل في المُتابعين وأنا منهم ممن كسروا سقف الملايين والذين أصبحوا هدف للشركات والمسوقين وهم السبب الرئيس في هذه الفوضى وهم القادرين على كبحها عبر أختيار وأنتقاء المؤثرين أصحاب المحتوى الهادف والإعلان لديهم، فهناك من يقدم محتوى هادف وكذلك حسابات عديدة مفيدة وراقية وشخصيات مثقفة ومسؤولة ومعتبرة ونماذج مشرفة بدلاً من حسابات الإسفاف والتهريج والحقارة بكل أشكالها.

تقنية السناب شات لم ترتكب جريمة بل بعض مُستخدميها هم المجرمون ممن يستحقون أغلظ العقوبات، هؤلاء أساءوا فهم مساحة الحريّة الإعلامية وقدموا لنا البذاءة على جسر تقني.

على حجم بذاءتك وهيافتك وحجم مؤخرتكِ يتحدد سعرك.. هذه هي الحقيقة التي قدمها لنا السناب “المفلوت” من الرقابة والذي نشتاق لقانون يحمينا من بذاءته.

* عفواً لهبوط لغة المقال.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟