آثار المدينة.. في المكتبة فقط!

بقلم: محمد عوض الله العمري

 

تحتوي المدينة المنورة على العديد من الآثار الصريحة الصدق والمصداقية، الصدق لأنها لازالت محتفظة بوجودها والمصداقية لارتباطها المباشر بأحاديث السيرة النبوية والثقافة الإسلامية.
والجميع يدرك الأثر الثقافي لهكذا آثار ومآثر وما توثقه من تاريخ مجيد مطرز بديباج من نور النبوة وملامح من خير القرون.
والأمر المستغرب هو أن تكون هذه الثروة التاريخية والثقافية تذكر في متون الكتب ومحتويات المواقع الإلكترونية أو من خلال ما يتم رصده وبثه عبر وسائل الإعلام التقليدي والجديد، دون أي تعريف على أرض الواقع!
فعلى سبيل المثال لا الحصر (بئر الفُقير) والذي لا زال صامدًا حتى الآن، يكاد لا يعرفه ويعرف قصته إلا أصحاب الاهتمام من الباحثين والمهتمين بتاريخ المدينة وآثارها أو من سمع عنه من خلالهم. رغم ما في قصته من دروس عظيمة تحكي قصة سلمان الفارسي (الباحث عن الحقيقة) -رضي الله عنه- وكذلك ما عززه النبي -صلى الله عليه وسلم – من قيم الوفاء والمروءة.
ورغم إن هذا الموقع بجوار ثلاث مدارس للبنين أي يشاهده أيام الدوام الرسمي العادي عدد كبير من الأشخاص، فقد عملت استطلاعًا بسيطًا (بحكم عملي في إحدى تلك المدارس المشار إليها) قبل سنتين بسؤال عدد من الطلاب والأشخاص الذين يحضرون أبناءهم (ما اسم هذا البئر؟) فأغلب الإجابات للأسف: ما أدري! والبعض أجاب: بئر سلمان الفارسي.
وفي نفس اليوم رأيت عدد من الزوار يقفون في الموقع ويلتقطون الصور فبادرتهم بالسؤال عن هذا الموقع فأجاب أحدهم مبتسمًا وشرح لي خبر المكان وقصته بكل وضوح.
ولم أعرف سر ابتسامته أمن دماثة خلق أم استغراب سؤالي؟
وقس على هذا المثال بقية الآثار والمواقع التاريخية الأخرى. والحديث في هذا الموضوع ذو شجون.
ولكن الأهم متى يتفضل ويبادر من له علاقة سواء وزارة الثقافة أو مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة أو الأمانة أو التعليم أو الجامعتين بوضع لوحة تعريفية معتمدة أمام هذه الآثار وباللغتين العربية والإنجليزية، ولن أزيد الطموح بلوحة الكترونية بل أكتفي بلوحة عادية فيها معلومة عن الموقع كما كُتبت في الموقع الإلكتروني لمركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، مع أن الطموح أكبر من ذلك بكثير!
من المؤلم جدًا ألا يعرف الكثير من أبناء المدينة هذا التاريخ المهيب والإرث الثقافي العظيم.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟