اغتيال صندوق

قراءة :حديث المدينة

يتعامل البعض اللامسؤول مع صندوق ساهر وكأنه “عدو” فهناك من يحمله ليلقيه بعيدا فيما يعمد آخر لتشويه بشرته وكتابة عبارات مسيئة على واجهته ويتعاظم الأمر أكثر وقتما يتعمد البعض تحطيمه –كليّا- انتقاما من كاميرته.

حوادث ما أكثرها كان ضحيتها الصندوق التي كُلّف بمهمة مُرورية فأداها على خير ما يكون، لم يغمض له جفن على مدار الساعة وهو يلتقط سرعة المركبات وعبث السائقين آملا أن يكون شريكا تقنيا في تحقيق السلامة المنشودة.

تحطيم الصندوق أو كتابة عبارات مسيئة على واجهته نوع من الثقافة العبثية التي يؤمن بها القلة ممن لا تعنيهم سلامتهم ولا سلامة غيرهم على الطرق الرئيسة ولا يجدون حيلة أمام المخالفات التي تصاعدت أرقامها في سجلّهم المروري إلا الانتقام من الصندوق والنيل منه.

التوعية المرورية بتخفيض السرعة والعلامات الإرشادية على الطرق والندوات التوعوية المستمرة والشعارات التي يحرص المرور على وضعها في أماكن واضحة لتعزيز السلامة والغرامات التي يُشدد على مضاعفتها عند تكرار المخالفات لم تعد تكفي -وفقا لثقافة هذه القلة- كي يرفع السائق قدمه قليلا ويخفض من سرعة مركبته حتى لايؤذي ذاته والآخرين، وحتى لا يتحول الطريق على يديه إلى مسرح دمّ.

الأهم عند هذه القلة الانتقام من الصندوق وكل الصناديق المثيلة على الطريق ما ظهر منها للعلن وما اختفى وراء ظل شجرة.
نصرخ نحن من كثرة المخالفات والصندوق يصرخ أيضا من العبث والانتقام، ومع صرخة هذا وذاك تبقى للثقافة والوعي صرخة أعلى.. ليتنا نسمعها

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟