العالم يحتفي بالمرأة

ونحنُ نحتفل بفاطمة آل عائض

تيزار

فاطمة آل عائض مرأة سعودية زلزلت عرش الأتراك، وأهانت كبرياءهم وجبروتهم، قاومت الاحتلال التركي، وقدّمت نموذجا للمرأة السعودية التي تنادي الموت، وتنشد الشهادة؛ نظير الدفاع عن أرضها.
وقفت فاطمة آل عايض تقاتل ببسالة، جنبا إلى جنب الرجل، قٌتل أبوها أمام ناظريها، ومن بعده أخواها.

ومع مرارة الفقد، إلا أنها كانت تستلهم من الأرواح الغائبة دم التحدّى داخلها، تدربت على حمل السلاح وركوب الخيل، وكانت تخرج في هجمات ليلية لتدك الحصون حتى حيّر أمرها الأتراك، الأمر الذي جعلهم لا يفكرون في قتلها، بل التشفّي منها بترحيلها حيّة إلى إسطنبول.

قاومت فاطمة آل عايض الأتراك، في عام 1227 هـ، بمعنويات المحارب الشجاع، الذي لا يعرف التراجع أو الاستسلام، ولم ولن ينسى لها التاريخ مشاركتها في إحدى المعارك الضارية؛ لتشاهد بعينيها فقد شقيقيها محمد وسعد، بعد أن شاهدت في أمسها فقد أبيها بذات البشاعة والقسوة.

كمين دُبر لها بليل ليتم القبض عليها، ومن ثم تكبيل يديها، وترحيلها إلى إسطنبول.

عاشت فاطمة آل عائض في محبسها في إسطنبول، ما بين الصلاة، والدعاء بالنصر لوطنها، وخط المصحف بيدها، هي ثلاثة استعاضت بها فاطمة عن هواء الحرية وربيع الوطن البعيد عنها جسدا، الحاضر في وجدانها حبا وتضحية.

ومع رحلتها المُعطرة بعطر الشرف، والتي بدأت بالنضال، وانتهت بالحبس، جاء موتها «ميتة عز» داخل السجن على سجادة الصلاة وكتاب الله في يدها، رفضت عفو الأتراك عنها، فأمّن الرحمن على رفضها؛ لتموت ميتة الشرفاء، ولتدفن في مقابر إسطنبول.
أعياد المرأة وأيامها تمر وتعود.. وتبقى فاطمة آل عايض خنساء جديدة تجدد روح التاريخ.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟