خوجة .. حارس الثقافة.. خادم الأدب

تيزار

رحل الأديب عبدالمقصود خوجة، مؤسس “الاثنينية” أشهر المنتديات الثقافيّة ومن أكثرها بروزًا، والتي أثرت عالم الثقافة والأدب السعودي والعربي على مدى أربعة عقود، أشعل على بساطها النقاشات الأدبية ذات النفع، واحتفى بما يزيد على أربعمائة وأربعين عالما ومفكرا، يشكلون أقطاب الأدب ورموزه في كل الأوطان.

رحل خوجة بعد أن صنع اسما في عالمين مختلفين (عالم الأدب، والمال)، وأثبت أن النجاح ليس له أرض واحدة، وأن للمُبدعين أثرا مشهودا في كل محفل ومجال.

رحلتان في حياة رجل واحد، لا يمكن الفصل بينهما، خاض خوجة حراك التجارة فأبدع، وعاش للثقافة فأثرى تربتها، حوّل داره لمؤسسة ثقافية تُثري العقول بنتاج الفكر، وتسعى لتدوير الأدب والثقافة بين كل الأوطان.

الثقافة لم تكن مرحلة في عُمر عبدالمقصود خوجة (ابن مكة المكرمة)، بل كانت كُل العمر -إن جاز التعبير- فتح اثنينيته عام 1403هـ؛ لإستضافة رجالات الفكر والصحافة والأدب من داخل السعودية وخارجها، وطرح عناوين ناقشها الجميع؛ ليُثري هذا مخزون ذاك المعرفي، وليجعل للأدب عطرا عربيا فواحا.

لم يكن عبدالمقصود خوجة يفرق بين رموز الأدب-سعوديين كانوا أو عربا- بل عاش مؤمنا بأن الثقافة لا تعرف الجنسيّات، قدّم جُهدا استثنائيا مشهودا في اثنينيته، حتى احتفت بها وزارة الإعلام، ونقلتها من اثنينية خاصة إلى مؤسسة ثقافية معترف بها.
لم تقف “اثنينية خوجة” عند تلاقح الأفكار والآراء والخبرات بين أقطاب الأدب وتكريم رموز الثقافة فقط، بل تكفلت -على نفقتها الخاصة- بطباعة الأعمال الكاملة لعدد من الأدباء -سعوديين وعربا- متى رأت في نتاجهم ما يستحق.

من مدارس الفلاح بمكة بدأ خوجه رحلته التعليمية، وبالمعهد العربي الإسلامي في دمشق أكملها؛ ليخوض بعدها سنوات مع العمل الحكومي، وليتخيّر بعدها، وتحديدا في عام 1964 م، مجالا مختلفا في التجارة والأعمال الحرة، ومع تنقله بين عمل هنا، ومنصب هناك، كانت الثقافة قاسما مشتركا في كل السنوات.

رحل عبدالمقصود خوجة (عاشق الثقافة) التى انتقل بها من مرتبة العشق إلى نبض الحياة، عاش خادمًا للأدب، ووقتما غاب ترك الأدب لسانا يتحدث عنه.

 خوجة.. من هو؟

• أديب، ورجل أعمال
• ولد بمكة المكرمة عام 1936
• درس في مدرسة الفلاح بمكة
• أكمل تعليمه بالمعهد العربي الإسلامي بدمشق
• أسس منتدى الاثنينية الثقافي بجدة عام 1403
• شغل منصب مندوب الديوان الملكي إلى مفوضية بيروت
• اتجه للأعمال الحرة عام 1964
• أسس عدة شركات في مجال أعمال المقاولات والصناعة
• منحته رابطة الأدب بالقاهرة الزمالة الفخرية تقديرًا لجهوده
• كُرمت اثنينيته كمؤسسة ثقافية من وزارة الإعلام عام 2010م.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟