سرنادا . من الكراهية لسقف الإبداع

حديث المدينة – أفراح فضل

أشعلت  ” حادثة تفحيط ”  إبداعاته وأثارت حميّة قلمه ليكتب ” سرنادا ”  أجمل رواياته  وعلى الرغم من استهجانه لظاهرة التفحيط وكراهيته للمسكوت خلف كواليسها إلا إنه نجح في استثمار الغيظ الساكن داخله وتحويله إلى لحظة إبداع  ..حديث المدينة التقت الكاتب  محمد فلاته – ابن المدينة المنورة – ليحكي عن تجربة سرنادا –  أثرا وتأثيرا  – والرابط بين الحالة الموسيقية المليئة بالرومانسية وبين حادثة التفحيط التي أوجعت قلبه وفجرت إبداعات قلمه .

قيثارة الفن

يقول فلاته : بداية  “سرنادا” حالة موسيقية نشأت في أمريكا اللاتينية، إذ كانت من اللفتات الرومانسية المتعارفة بين شبانها، فكان العاشق منهم يذهب إلى بيت محبوبته في المساء حاملاً آلة الكمان أو القيثارة ليعزف مقطوعة موسيقية من تأليفه تحت نافذتها مباشرة؛ لرغبته في لفت انتباهها أو اعتذاراً على تصرف تسبب في غضبها أو كمبادرة منه. حتى أصبحت هذه الحالة الموسيقية تطلق على المقطوعة التي يتم تأليفها وعزفها لشخص محدد أو على شرفات المحبوبة. وهي حالة موجودة في احدى فصول الرواية.

الحق الضائع

وأضاف  : إن سرنادا  قصة فتاة تكالبت عليها الظروف وقسوة المجتمع لتجد نفسها تخوض في عوالم الدرباوية التي تمتزج فيها أنواع الجرائم كالمخدرات والسطو المسلح وسرقة السيارات والاعتداءات الجنسية والكثير من الأمور الغامضة التي لا يظهر على سطحها إلا صورة التفحيط التقليدية، فتعبر عن صراع تستخدم فيه بطلة الرواية أدوات الشر للوصول إلى الحقيقة والحقوق الضائعة.

حادث وإلهام

وعن مصدر إلهام الرواية قال  أول الشرارة حينما تعرضت لحادث عرضي مع مفحطين، فقررت إعداد تحقيق صحفي عن الهجولة والتفحيط وبدأت في جمع المعلومات عن تلك الممارسات القاتلة، إلا أن حادثة تفحيط شهدتها بنفسي  غيرت وجهتي تماما؛ فقد تسبب مراهق بحفلة تفحيط في موت عامل من جنسية عربية لا يفصل بين عودته إلى بلده الأم سوى يومين ولكن اغتاله تلك الحادثة  عندها اقتنعت بأن القضية تحتاج إلى أكثر من تحقيق صحفي لتناول جوانب المشكلة وبشكل أكثر تأثير. وأضاف  شرعت في كتابة سرنادا قبل خمس سنوات تقريباً ولكني توقفت بسبب المشاغل الحياتية، وربما لم تكن لتستغرق كل هذا الوقت لولا  عدم صفاء الذهن.

التردد والقلق

وعن أبرز العوائق التي واجهته حال الكتابة قال :  أكثر ما واجهني وتسبب في تعديل بعض الفصول والتردد في كتابة بعض الأمور هو كثرة ما يحصل من أفعال مشينة وممارسات سلبية في التفحيط، وتمنيت ألا اضطر لكتابة بعض التفاصيل عن الممارسات المثلية والاستغلال الجنسي الذي يترافق دائما مع ممارسات التفحيط ولكن لكون الرواية تحمل رسالة توعوية عن تلك المشاكل حاولت أن أوان في طرحها بحيث تصل الرسالة الهادفة بدون ابتذال يغرق الرواية في مشاهد غير لائقة تضعف مستوى اللغة والقيمة الادبية.

جزء مني

وعن رؤيته لنفسه في شخصيات روايته  قال فلاته : ربما أكون زرعت شيئًا عني في احدى زوايا الرواية ، يقال أن ذلك من أفعال اللاوعي. وأضاف استغرقت وقتاً طويلاً في كتابة سرنادا حتى  أصبحت أشعر برابط نفسي مع أبطالها وأتعامل معهم أحيانًا وكأنهم أشخاص لهم وجودهم على أرض الواقع.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟