عمارة المسجد النبوي الشريف

بقلم: فارس بن محمد آل جربا

في ثراكِ العلا وفيك الإباء
واعتلاء إلى الفضاء وارتقاءُ
وجذور إلى المدى ضارباتٌ
وجذوع نما عليها الوفاءُ
تعصف الريح والزمان فتبقى
في شموخ يميس فيه البقاءُ
إن كان هذا الوصف البليغ في النخلة فأنه يتجلى في عمارة المسجد النبوي الشريف التي بدأت رحلته بجذوع النخل ترفع بيد أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم..
في مدينة يأسرك طيب ترابها و يتنفس التاريخ عند ذكر امجادها، ومن تلك الأمجاد عمارة المسجد (النبوي) عمارة معنوية و عمارة حسية
و تعرف عمارة الهندسة الإسلامية بأنها خصائص بنائية تميز بها المسلمون لتكوين هوية لهم في المناطق التي دخلوها .
وعلى الرغم من أنه لم يتبق أي أثر من عمارة المسجد النبوي الشريف فيما قبل العصر المملوكي ، إلا أن هذه الدراسات قد اعتمدت في المقام الأول وبصفة رئيسة على العديد من المصادر التاريخية المتنوعة التي دونت وسجلت كل صغيرة وكبيرة في المسجد خلال المراحل التاريخية المتعاقبة ، ومن هذه المصادر كتب السنة المطهرة والسيرة النبوية الشريفة وكتب تاريخ المدينة ومسجدها وكُتب المناسك والمنازل فضلا عن كُتب الرحالة وكتب الحوليات وغير ذلك .
هذا و تعد العمارة الإسلامية هي أحد مظاهر الحضارة التي ميزت التاريخ الإسلامي ولا تزال هذه العمارة إلى الآن شاهدة على عظمة هذه الحضارة وإنسانيتها..
ولعل المسجد النبوي الشريف أكثرها ارتباطاً بالأذهان وبهذه الحضارة العريقة لا سيما تلك الأنماط المعمارية التي تسلب الألباب، و تضفي نوعاً من الروحانية على المكان قلَّ أن يجد الإنسان له مثيلاً في العالم

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟