المتاحف تنقذ المحيطات

بقلم: حسان طاهر 

 

تجربة استكشاف الأعماق المائية للبحار والمحيطات في حد ذاتها تجربة ملهمة لعشاقها، لما تتسم به من اشباع للرغبات الرياضية والترفيهية الممزوجة بنغم الطبيعة البحرية الساحرة وغموضها المبهر.

فما بالكم عندما يصحب هذه التجربة متعة من نوع آخر تتمثل في جولات متحفية تحت الاعماق حول العديد من التماثيل الفنية والمقتنيات التاريخية الغارقة وسط الماء. بالطبع سيكون وقتها للغوص تجربة لن تنسى.

عندما نتحدث عن متاحف تحت الماء فهذا يعني أن نذكر التماثيل المرصوصة بعناية فائقة في قاع البحر، والطبيعة التي تلتقط الفرشاة لترسم أرقى اللوحات الفنية، والشعب المرجانية والكائنات البحرية التي ستتخذ من هذه المتاحف حياةً لها فتزيدها فوق الجمال جمالًا.

ليس للمتعة فقط فالغرض الاساسي من هذه المتاحف حماية الشعب المرجانية، فعادة ما تتكون الشعاب الاصطناعية بسبب السفن الغارقة وغيرها من الاشياء التي تسقط في قاع البحار، لذلك تعد التماثيل المتحفية تقنية جديدة ومادة غنية للمرجان كي ينمو ويتجمع، وبذلك نستطيع القول أن الفنون والمتاحف قد أنقذت المحيطات، وحافظت على الكائنات.

من أشهر هذه المتاحف متحف الكانكون في المكسيك على عمق 28 قدم تحت الماء. أيضا متحف مونتيروزو بقرية ساند باي في كندا والذي يتميز بتواجد قطع أثرية أصلية مغمورة فيه. ومتحف بايا بمدينة بومبي ايطاليا. وأخيراً وليس آخراً متحف أتلانتيكو لانزاروت أول متحف للفن المعاصر تحت الماء في أوروبا. ولا ننسى ان نشير الى وجود متحف من هذا النوع ايضا في السعودية بشاطيء نصف القمر في مدينة الخبر.

أخيراً .. مع رؤية المملكة 2030 ومع تواجد مشاريع عملاقة على ساحل البحر الأحمر كمشروع نيوم الحالم ومشروع أمالا الساحر ومشروع البحر الأحمر العبقري ، اعتقد اننا سنرى مستقبلا متاحف عالمية من هذا النوع في أعماق البحر الأحمر تبحر بنا بين سحر الطبيعة ومتعة الثقافة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟