لن تُحرر القدس.. ولن تنال من مكة

حديث المدينة

لم يكن غريبا علينا التوافق الزمني بين إطلاق الحوثي لسبعة عشر صاروخا صوب المملكة في أقل من أربعة وعشرين ساعة وبين اعتلاء رئيسي لمقعد الحكم في إيران، فالتزامن يفضح تبعيّة العبد لسيده، وتوافق الميقات المُتكرر بين ما يحدث في إيران وبين ما يقومون به ينقل لنا إشارة الراعي لقطيعه حامل الصواريخ.

ومع وضوح الصورة وجلاء تفاصيلها تكتمل مشاهد الفضيحة بتضارب الشعارات وتناقضها، فبالأمس القريب علا صوت الحوثي مناديا بتحرير القدس واليوم يوجه صواريخه صوب مكة المكرمة.

شعارات تتعارك في جوفٍ واحد وتتناقص واللسان واحد. ومع التناقض يبقى الفشل والعجز فلا أنت مُنتصر لقدس ولا أنت قادر على مكة.

تبعيّة مفضوحة وعشوائية في التعامل مع الزناد والبارود توثقها أعداد “الصواريخ” التي أُسقطت في السماء، صواريخ تم إطلاقها رسمت إيران مسارها ونفذها الحوثي لترتد على كليهما حسرة وخيبة، صواريخ “ساقطة” زادها أبطال المملكة عطبا فلم نسمع لها على الأرض صوتا ولم نر لها بقايا رماد.

سبع سنوات وتحديدا منذ 2015 حتى اليوم والسفيه لم يتعلّم. لم تردعه التجارب والهزائم والصفعات وكأنه استعذب مذاق الفشل، أهان البراءة وجعلها وقود الحرب، نزع عن اليمن -جبرا-رداء “السعيد” وألبسه ثوب الفقر والتعاسة، قدّم الصغار لفم الموت حتى وضعته الأمم المتحدة على قائمة الأكثر إبادة وإهانة للطفولة.

إيران تدعم والحوثي يقتات ويشحذ الخبز والصاروخ، أيران تُمسك بالعصا والحوثي يقتفي الخٌطى، لا فكر ولا إرادة ولا هدف، فقط مسار مرسوم لا ينفذه إلا الأغبياء.

كيف يفكر الحوثي وماذا يريد ومن قبل متى يستفيق من غيبوبة طالت أيامها؟ تخطّى كل الأعراف والقوانين -أخلاقيّة كانت أوعسكريّة- فعلى ميزان الأول قزم تافه وعلى ميزان الثاني جاهل بمسارح الحرب ودروبها.

كيف نواجه من أصابه جنون الفشل؟ يتشدّق –كذبا- بالانتصار لبيت المقدس ويمدّ ذات اليد ليضرب بيت الله. يرفع شعارات القوة من مخبأ بكهف جبلي ويخشى أن يطل برأسه خجلا من شمس الحقيقة.

مكة مُصانة بكلمة من الرحمن محميّة بيقظة الفرسان، لن يطالها بارود يرسله مارق ولا صاروخ يعبث به قزم صغير.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟