حكيم الزمان بين الذبح والحريّة

قراءة : حديث المدينة

 

أبدع الكاتب صديق بن صالح فارسي في تقديم رؤية فلسفية تمثل الأولى من نوعها وهو يشير إلى حكيم الزمان الساكن فينا والذي يعيش داخلنا ويكبر معنا على مر السنوات مؤكدا أن حكيم الزمان ماهو إلا ثمرة تجارب وخبرات تراكمية ومواقف عشناها ونصائح وارشادات سمعناها و اكتسبناها وباتت مع الأيام حكيما يقدّم لنا الحلول ويقودنا إلى الطريق الصواب.

وأوضح فارسي في ثنايا كتابه الذي حمل عنوان ” إطروحات  مجلس حكيم الزمان ” إلى آلية تعامل كل منّا مع الحكيم القرين الذي يعيش معه ولا يفارقه مؤكدا أن البعض يسارع بالإجهاز عليه وقتله رفضا لصوته العالي فيما يقوم آخر بخنقه كراهية لسيطرته فيما يفضل فريق ثالث التصالح معه واتخاذه قائد رحلة حياة يلبّي نصائحه وينفذها برضا واستحسان .

ومع كل ما حمله الكتاب من فصول تربوية تحمل عنوان الإثارة والتشويق أبدع الكاتب كل الإبداع في تجسيد عقده الصراع بين انسان وحكيم وبيان الحراك المشتعل والدائم بين الطرفين ليس هذا فقط بل أظهر الحصاد الناجح الذي ينعم به المتصالحون مع الحكيم داخلهم والذي يوصلهم بدوره إلى القرار في كل ملمّة ويأخذهم الى الطريق حال ضيابية المشوار .

وعلى الرغم من تصنيف كتاب فارسي بالكتاب الفلسفي إلا أنه يحمل على أسطره جواهر تربوية يحتاجها كل ربّ أسرة في تربية أبنائه حيث يرسم فارسي  بين السطور خارطة طريق يمكن الاسترشاد بخطواتها للوصول إلى حياة سعيدة

ويمثل  الكتاب ذو القطع المتوسط و البالغ عدد صفحاته مائتان واثنان وخمسون صفحة من الكتب المحفزة للقراءة لحداثة فكرته وروعة أسلوبه ولقدرة الكاتب  على تصوير أشرس صراع يعيشه الأنسان في حياته بينه وبين الحكيم الساكن  فيه

يذكر أن الكاتب صديق فارسي يٌعد من الكتاب القلائل المالكين لكاميرا الرصد والمتفردين بملكة صياغة الصورة بشكل إبداعي سواء أكانت صورة مرئية أو صورة مخبوءة في كوامن النفس .

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟