وقف للإنسانية

حمل وقف الشفاء الذي أعلن صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة عن تأسيسه كل دلالات الإنسانية مٌعززا لأجمل معاني الإخاء والتواصل، مُكرسّا لفضائل عاشت على أرض المدينة وفي قلب انسانها.
ومع كل ما أعلنه الوقف من أهداف يسعى لتأصيلها يبقى الانتصار للأخلاق هو الهدف الأسمى والأكثر بروزا.
وقف أخلاقي قبل أن يكون علاجيا، وبوابة إنسانية جديدة تُضاف للرصيد الكبير الذي حازته المدينة المنورة التي تزدان بأوقاف وجمعيات تمدّ يد الدعم للإنسان دون سؤال عن جنسه ولونه وبأي لهجة يتكلم، أوقاف وجمعيّات تزداد -رقما- في كل عام لأن الخير يزداد -حجما- أرض المدينة وفي قلوب أهلها.
مفارقة زمنية تستدعي التوقف أن يُطلق الأمير فيصل بن سلمان وقف الشفاء في اليوم الوطني ليجعل للخير عنوانا يتجدّد على الدوام ويؤكد من خلاله أن للانتصار معنى واحدا لا يتجزأ ومع مفارقة الزمن يأتي الاختيار المدروس للنُخب التي ترعى الوقف وتتعهده وتسعى لتنميته والارتقاء به.
بالوقف. تنتصر الاخلاق ويشعر المُقيم أن هناك قلوبا تفكر من أجله قبل العقول، تخاف على عافيته وتنشد سلامته وتفتح له ألف بوابة للتعافي والشفاء، يشعر المقيم أنه يعيش في حضن مدينة لا على أرض مدينة.
وقف الشفاء حكاية تحمل دلالات، بدأت للإنسان وانتهت إليه، لم تسأل من هو وماذا يعمل ومن أىّ بلد جاء؟ بل يكفي انه انسان منّ عليه الله بسكنى المدينة فذاق خيرها الذي لا ينقطع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟