الجائحة نائمة

بقلم: محمد العمري

 

ننتظر العيد وليلة العيد وصلاة العيد ويومه، ولقاء الأحبة بترانيم الفرح والابتهاج، وبتراتيل التهاني والتبريكات، وبدعاء الله بالقبول والعودة.
لكن بحذر..
نعم بحذر، نعود بحذر فما زالت الجائحة جاثمة، وتنتظر أي هفوة أو تهاون لتنقض ولن تفرق بين الناس، فكل جسم إنسان أمامها هدف ترجوه، وكل فرحة أمامها أمل تنغّصه، والمراهنة فقط على مدى تقدير المسؤولية الفردية والاجتماعية منا نحن بني البشر المواطنين والمقيمين في بلادنا خاصة، وكلٌ ملزم بحماية شخصه ومجتمعة الضيق أولاً وبالتالي حماية المجتمع كاملاً بحول الله.
لن ننسى عيد الفطر السابق وكيف كان الوضع، ولا أظن أننا نسينا، فالعهد قريب جدًا.
ممكن جدًا أن نكيف أفراحنا ونطوع مرامنا بطريقة مختلفة، كل حسب ظروفه، وكلٌ منا قادر على تقدير الموقف أمامه.
المهم ألا تهاون في تطبيق الاحترازات الصحية، ولا مجاملة على حساب المصلحة العامة، ولا مجال لتمرير بعض المخالفات المؤدية لنتائج سيئة أضحت معروفة لدى الجميع.
هي ظروف استثنائية على الجميع، وأي ظروف!
إن لم يتعاون الجميع للتصدي لها والتكيف مع التعليمات والتوجيهات الرسمية، فسوف ينفرط المنتظم، وتتهاوى الأفراح، بل ستنعكس -لا قدر الله- ونتجه لمنحدر قاسٍ لا نعرف مداه.
لابد في مثل هكذا موقف أن نتذكر مطلع قصيدة المتنبي والتي تحاكي الوضع الراهن وكذلك العيد في العام الماضي بأكثر دقة:
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ
فتأمل البيت الثاني ستجد الوضع مكرر ولكن ليس بشكل فردي يخص شخصًا بعينه، وإنما بشكل جماعي هذه المرة وعسى أن تكون الأخيرة.
وللمعلومية فقط فقد قال المتنبي هذه القصيدة في عيد الأضحى، ولكن كلاهما عيد!
يشكو بعد الأحبة ويتمنى بُعد العيد كي لا يوافق يوم الفرح بُعد الأحبة، وأحبابنا قريبون منا فلا نكون سببًا لبعدهم أو بعدنا عنهم بممارسات غير مسؤولة.
وكل عام وأنتم بخير،،

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟