مجرد حادث

بقلم: رئيس التحرير

تأخير في الردّ وتبسيط لحجم الأزمة وتعامل “ثلجي” مع تداعياتها المروعة والمخيفة.. بهذا الأسلوب نُدير الحوادث والكوارث -إعلاميا- لا نعجّل بالتقارير الوافية لنُطفىء نيران التكهنات على الوسائط الاجتماعية بل نخرج دوما “مُتأخرين” لنقف كغيرنا على بقايا اللبن المسكوب. ننتظر على مقاعدنا وكأننا نستقي قراراتنا التي سنصدرها من تكهنات العامة.

كيف نديرها إعلاميا؟ كيف نلاحق الكارثة وقت حدوثها؟ كيف نتعامل مع الزمن ونحن نعلم علم اليقين أن دقائق تُحدث فرقا وثوان تكفي لإنهاء أزمة؟ لماذا لا نُبادر بإصدار توصيف سريع للحادثة حتى لو كنا جزءا أصيلا منها؟ لماذا لا نتعامل بحرفية ومهارة والرأى العام مٌتعطّش لرأيك أنت خاصة لا رأى غيرك؟

كيف نديرها إعلاميا وننهي طوفان التكهنات التي يستشري ويزيد ويتوقع أسبابا وأرقاما اجتهادية مُفزعة تٌربك الجميع؟ لماذا التأخير وبمقدورنا أن نكون الأسبق وقوفا والأسرع توصيفا؟

السرعة بالوقوف على مسرح الكارثة وإصدار التقارير بشأنها مهارة وحرفية وأمانة بل أعظم المسؤوليات فيما يمثل التأخير قصور مهني واضح.

الفاجعة تتمثل في كوننا نُبسّط الحادثة ونقّزم الكارثة ونتجاهل تداعياتها الانسانية، نترك النيران حتى تنطفىء ومن بعد نقف مع المتجمهرين على أطلالها.

كيف نديرها إعلاميا؟ سؤال فشل البعض في الإجابة عليه بعد أن غيّبوا قواعد المهنية والإنسانية معا وتركونا في محفل الاجتهاد، نرفع في أرقام الموتى ونزيد من أعداد المصابين كلٌ وفقا لمزاجه.

أيها المسئول.. ليس هكذا تورد الأبل وليس هكذا يكون التعامل إعلاميا مع الكوارث، لا تسموّنها حادثة.. فكل حادثة يذهب جراءها أبرياء في عيوننا كارثة الكوارث.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟