كورونا مازال بيننا

احتفل معنا 3 أعياد.. والرابع بعد أيام

قراءة: حديث المدينة

مهما أبدع في تغيير اسمه وملامحه وشكل رادئه، ومهما أجاد في تبديل أدواره من ثعلب لمُتسلل لمُتحوّر لقاتل يبقى كورونا هو الوباء الذي لا نملك حياله إلا التصدّي بدروع الوقاية والالتزام بكل إجراء يحول بينه وبين وصوله إلينا.

من ديسمبر 2019 حتى يوليو 2021 والعالم يخوض حربا مع عدو غريب يملك كل أسلحة التحوّر والتحوّل والتبدل فيما لا نملك نحن إلا بعضا من أسلحة الصدّ. تعامل معه العالم بكل الوسائل فما كان منه إلا الانتشار والتوّغل والفوز في كل يوم بل في كل ساعة بضحايا جدد في أرض مختلفة.

ومع حالة الإرباك التي سببتها الفيروسات، ما عرفناه منها وما لم نعرف ومؤشرات أرقام الإصابة والفقد التي تتصاعد في كل البلدان والتحذيرات التي علا صوتها من تداعيات السلالات التي تغزو العالم إلا إننا مازلنا حتى اليوم في “نعمة” حيث تمكّنا بإجراءات سريعة بدأت بالرصد المُبكر والاختبار والعزل مرورا بسرعة توزيع اللقاح والإلزام بتعاطي جرعاته وانتهاء بارتداء الكمامات والتزام التباعد والبٌعد عن التجمعات من تضييق حركة الفيروس حتى أصبحنا بعيدين -نسبيا- عما يعانيه العالم.

الاعتراف بقوة العدو أول خطوة على طريق التعامل معه، فليس من الصواب الاستهانة به وتجاهل نداءات التوعية من أخطاره أو الاطمئنان لحالة السلام التي نعيشها اليوم بعيدا عنه خاصة إذا تأكدنا انه “ثعلب” يتحيّن وينتظر ولايملّ الوقوف طويلا حتى نفتح له بغفلتنا الأبواب.

أيام ونعيش احتفالات العيد وتبدأ تجمعات الموائد ويصينا الغرور بالقوة فنتصافح ونتلامس دون اكتراث منا بقوة العدو المنتظر على الأبواب ودون مبالاة بالخسائر التي سيجنيها المجتمع كله من عادات توارثناها ونرفض التخلي عنها.
أيام ونلتف حول ذبائح الأضاحي ونتحرك بأريحية في المولات، نخرج بصغارنا للمتنزهات، نتحدى الثعلب بلا سلاح ظنا منا بأننا أقوياء.

كورونا عاشت معنا 3 أعياد، أصابت أحبّاء وأخذت أعزاء، قدمت لنا في كل عيد أقسى الدروس، سعدت بتجمعاتنا وفرحت بالمتنزهات الممتلئة بالبشر، تمنت لو ننزع الكمامات من على الوجوه فحققنا لها ما تريد.

العيد الرابع اقترب.. فماذا نحن فاعلون؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟