أنا سلبي مو إيجابي

حديث المدينة

غيّرت كورونا لغة القواميس وبدّلت المفردات وأربكت لساننا عند الحديث فما أجملها الفرحة التي تملأ الانسان وقتما يزفّ له الطبيب بُشرى بأنه ” سلبي ” وما أصعبها لحظات الحزن والكآبة إذا صدمه بالقول أنت” إيجابي”.

هذا الخلط يحتاج ربما لسنوات طويلة حتى نٌعيد لساننا لمساره الصحيح ونستعيد معنى الإيجابية الجميل الذي يحركنا دوما لهدف العمل والإنجاز.

السلبية في زمن كورونا باتت أمل والإيجابية تحوّلت لصدمة والحكاية أصبحت مربكة من كثرة تكرار المفردة على الألسنة

ومع القناعة بأن المغالاة في استخدام الانجليزية بكثرة وفي غير مواضعها يدخل في دائرة الفلسفة إلا أن استخدامها في أيام كورونا يبدو حلا سحريّا.

ليتنا نستخدم أمام أبنائنا والأطفال في البيوت تحديدا مفردتي positive و negative حتى لا نخدش معنى الإيجابية الجميل ونهبط بها إلى مهاوي المرض والخوف والفزع.

أبويا positive وأمي negative أفضل بكثير في أذهان الصغار من أبويا سلبي وأمي إيجابية.

التعليم في مدرسة الحياة أشد أثرا من قاعات الدرس . فمفردة يسمعها طفل في بيت أو شارع تعيش أطول من معلومات في كتاب .. فليتنا ننتبه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟