الشخصية السعوديّة

تيزار

 

تكلّم فعرفناه أكثر واقتربنا من خصاله وسماته -مهنيّة كانت أو غيرها- لباقة وطلاقة وحكمة وحضور وردود قويّة ترتكز على حقائق علميّة ورقميّة.

وعلى الرغم من مرور ثلاث سنوات على توليه وزيراً للطاقة خاض خلالها مفاوضات ومعارك الأوبك التي لا تنتهي، ووقف فيها على خط التوازن مع تعدديّة حلول قضايا المناخ، قدّم رؤية المملكة وصوتها وفنّد رهانها النفطي، إلا أن مواقف بعينها جعلته قريبا من الرأى العام بل تحوّلت ذات المواقف لمرآة عاكسة تقدم لنا بوضوح من هو عبد العزيز بن سلمان.

عبد العزيز بن سلمان نموذج دال على الشخصية السعوديّة التي تتسم بالقوة، شخصيّة لا تعرف سياسة “منتصف العصا” ، مواقفها ثابتة ورهاناتها واضحة وحلمُها يتخطى نطاقها إلى الأفق العربي كله، شخصيّة تترفّع على نرجسيّة الرأى، تختلف وتصطدم ليس حبّا للصدام بل لتجمع شتات الآراء حول رأى صائب وسديد.

منازلات الأوبك والمناخ وألغاز النفط السعريّة والتي طالت ولازالت كشفت لنا عن شخصيّة سعودية تملك الرأى والردّ والحجة، تخاطب العالم بلسانه، وتستقي رأيها من معين خبرة علميّة طويلة.. شخصية لا يحيّرها الحلّ بل تصنع الحلّ.

تجاوز عبد العزيز بن سلمان تقديم نفسه كوزير بل قدم السعوديين للعالم، قدّم السعودي المٌحاور اللبق، الذي إذا تكلّم أدار الوجوه لصوته.

الحضور والحكمة واللباقة والثبات على الرأى وتغليب الصالح العام والدفاع عن رهانات الدولة لم تعد سمات عبد العزيز بن سلمان وحده، فلوزير النفط ملايين النسخ الشبيهة التي تحاكيه -نهجا وطرحا ورؤية وأسلوبا-.

الشخصية السعودية بكل سماتها وصفاتها والتي توارت عن العيون لأزمان طويلة لا تحتاج لإعلام يحكيها فقط قدر ما تحتاج لمسؤول ينقلها بصوته للعالم.. وكم أبدع عبد العزيز بن سلمان في حملها ونقلها وتأصيلها في كل حدث وموقف ونزال.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟