اجعلوا من الرياضة أسلوب حياة

 

د. فهد الجهني

تشكل الرياضة جانبا هاما في حياة الأفراد، وينعكس أثرها على صحتهم، كون مزاولتها تمثل عنصرا هاما في بناء الأجسام وقوتها، ولا يختلف اثنان على أنها هي من يمنحهم الحيوية والنشاط، وفي المقابل نجد أن في البعد عنها أخطارا تحاصر صحة الإنسان، وبالبعد عنها تصبح الأجساد عديمة الحركة لا تقوى على تحمل المشاق اليومية، وبالتالي نجد أن كل خامل كسول لا يزاول أي نوع من أنواع الرياضة كثير الشكوى يركن إلى الخمول ضعيف المناعة، وبالتالي يصبح عرضه للأمراض.

وفي زحمة المعلومات وتضارب المصادر حول الرياضة وأثرها، بين ما هو علمي مبني على أبحاث ودراسات وهو الأكثر مصداقية، وبين المتناقل في المجالس والذي يحتمل الصواب والخطأ، وهنا لا بد من التحقق من مصدر المعلومة، وبرغم اتفاق الجميع على أهميتها، إلا أننا نجد تباينا في أسباب ممارستها.

ومن ذلك، نجد أن البعض يعتقد بأن الرياضية وتمارينها كافية لتخفيف الوزن، وهنا لا بد من أن نؤكد على ضرورة أن يصاحب مزاولة الرياضة نظام غذائي متزن، وممارسة برنامج رياضي يومي لمدة ساعة يساعد على حرق السعرات الحرارية، وبالتالي يساعد في المحافظة على صحة الجسم وقوته وحيويته.

وحول مستويات النشاط البدني في مجتمعنا، نجد أنهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: نشيط جدا وهؤلاء هم من يمارسون الرياضة بشكل يومي، ثم يأتي من هم نشيطون نسبيا وذلك لمزاولتهم الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع، أما الأسوأ حالا والأكثر خطرا فأولئك الذين لا يمارسون أي رياضة، بل إن البعض منهم لا يعترف أصلا بالرياضة، وهؤلاء ينعتون بأصحاب النمط الخامل.

ولذلك، نؤكد على ضرورة مزاولة الرياضة، وفي نفس الوقت لن يفرض عليك أحد رياضة بعينها، اختر ما يناسبك من أنواعها، وإن صعب عليك الأمر استشر طبيبك بعد إجراء فحص شامل تعرف من خلال نتائجه هل أنت مؤهل ولائق صحيا أم لا، ولعلنا نوجه حديثنا -بقسوة- لمن تجاوز الأربعين من عمره من الجنسين، ونؤكد بأنه لا بد من أن تخصصوا جزءا من يومكم للرياضة، وستحظون بنتائج مبهرة على صحتكم، واعملوا على الحفاظ على أوزانكم ولياقتكم البدنية، وعززوا من قدرتكم على الحضور والتواجد وأنتم في قمة الحيوية والنشاط الإيجابي، مع التركيز على حماية أجسامكم من أخطار التعرض للأمراض ومنها ضغط الدم، مع العمل على التوازن بين مستويات الدهون غير الصحية والكوليسترول، وتلافي خطر الإصابة بمرض السكري، والتمتع بقدرة على المقاومة والتحمل، مع الاهتمام بنوع الطعام الذي تتناولونه، واستهلاك وجبات صحية بكميات مناسبة.

ختاما.. على اعتبار أن المشي والمسمى بـ(ترمومتر) الصحة، والذي يعد الرياضة الأسهل، والتي لا تحتاج أي متطلبات لممارستها، تأتي دعوتنا لكم بخوض هذه التجربة، ولا أعتقد أنه من المستحيل أن نخصص ساعة من يومنا للخروج في الهواء الطلق، أو من الصعب أن نمنح أنفسنا شيئا من نعمة التفكر والتدبر والتناغم بين العقل والجسد وهذا العالم الفسيح، بعيدا عن المؤثرات الخارجية التي تشغلنا عن الاستمتاع بالتأمل في جمال تفاصيل هذا الكون وما فيه من نعم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟