أصدقاء البيئة

حديث الذات

بقلم : سميّة جلون

بماذا تشعر عندما يبدأ أحد مندوبي الشركات الاتصال بك وسرد الحديث عن خصائص منتج يود بيعه لك؟ تستجيب فوراً أم ترفض فوراً أو تطلب مهلة إضافية من الوقت للتفكير واتخاذ القرار؟
دعني أخبرك بأن كل ما يحدث لك في حياتك اليومية هو إختيارك لردة فعلك تجاه ما يحدث لك، بمعنى أن حصولك على شهادة علمية يؤهلك إلى وظيفة مرموقة أو مشروع تجاري ناجح أو وقت إضافي لاكتساب شهادة علمية أعلى، ودخولك للقفص الذهبي يؤهلك للتكيف مع شريك الحياة أو فض الشراكة أو مهلة أطول لعيش اللحظة والاندماج.
وعلى ذلك يرتفع وعي الشخص وتتغير مسارات حياته بناءً على ردة فعله، وكما يفعل الأشخاص على الكرة الأرضية بطبيعة الحال فإن البيئة التي حولنا هي أحد المؤثرات المساهمة والفعالة في ردة فعلنا لكل ما يحدث حولنا.
الآن انظر إلى منزلك أو بيئة عملك وتأمل، راقب فقط ماذا يحدث وفكر هل سوف تستسلم أم تجاهد أم تنتظر مدة أطول ثم تقرر وتتصرف؟
أيضاً انظر إلى علاقتك بوالديك، تأملها قليلاً، فكر ثم قرر، الرضوخ أم التكيف أم السعي أكثر!؟
كل ما سبق ذكره يجعلك أنت المسؤول الأول والوحيد عن تفكيرك، وشعورك، وتأملك وحتى تحملك للمسؤولية.
وفي نهاية المطاف أنت من سيحدد مصير كل مايحدث حولك فقط من خلال مراقبة ردة فعلك ثم قرارك.
وبمجرد الوعي لهذه اللفتة البسيطة ستكون اختصرت طريق تصل في نهايته إلى سعادتك أو تعاستك اليومية والتي ترفع من وعيك إلى مرحلة حكيمة لتتوازن بين احتياجاتك وعطائك ووقتك وحياتك الخاصة.
لذلك كل ما يدور حولك هو مجرد اختبار تدخله لتختار الإجابة التي تساعدك على المضي قدماً وتجربة مسار جديد تخوض فيه مراحل جديدة من المشاعر وبالتالي السلوكيات والنتائج منتهياً بالخبرات.
وكونك الآن واعٍ عليك أن تسعى لتكون بيئتك المحيطة (قاعة الاختبار) مريحة واضحة فسيحة ومتعددة الخيارات حتى تسهل عملية نجاحك وتميزك في أداء رسالتك على الأرض والإستجابة لندائك في هذه الحياة القصيرة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟