فرحة غابت (36) عاما

أسدل الستار على النسخة 22 من بطولة كأس العالم لكرة القدم، في نهائي دراماتيكي على ملعب لوسيل بدوحة قطر، توجت من خلاله الأرجنتين بكأس العالم أمام فرنسا، ونالت خلالها قطر التفرد بروعة التنظيم، وما شاهده العالم يفوق الوصف لمونديال يشع بالإيجابية، تناثرت تفاصيله في أرجاء المعمورة جمالا وروعة، من حفل افتتاح البطولة حتى يوم الختام.

ولعل المتابع لأول مقال نشر عبر (تيزار) عن بطولة كأس العالم، وجاء تحت عنوان (مونديال المفارقات بين حلم ميسي وواقعية نيمار) يعكس فعليا أحداث البطولة وما صاحبها من مفاجآت، غيبت الرأي الفني تارة، وأبرزت تطلعات جماهير الكرة ولعبة الحظ تارة أخرى، فالبرازيل -على سبيل المثال- كانت المرشح الأول وأكثر المنتخبات جاهزية فنيا، وفي المقابل شهدت البطولة انتصار الأحلام على الواقعية، بعد أن حضرت الأرجنتين بدهاء الخبير ليونيل ميسي، وبرفقة استشاري كرة ما قبل الهدف ديماريا، وروح الشباب التي ظهرت لدى إنزو فيرنانديز الذي حصد لقب أفضل لاعب ناشئ بالمونديال، وبراعة مارتينيز أفضل حارس بالعالم.

وهكذا تبقى كرة القدم كبيرها ليس التاريخ، ولا الأول في ترتيب البيانات الإحصائية والأداء، بل إن فيصل البطولة النتائج، غادر الكبار مبكرا، ورحل خبراء القياسات والذكاء الاصطناعي وقراءة الخصوم من الباب الواسع، فيما واصل من لعب من أجل الفوز بعيدا عن الضغوط والحسابات المنطقية، ولنا في أسود الأطلس مثال حي بما ناله من أفضلية.

وكما أشرنا حول مونديال المفارقات، فالبطولة بأسرها حلم؛ كما وصفها ميسي عندما قال إنه لا يصدق أن منتخب بلاده أنهى فترة انتظاره الطويلة للتتويج ببطولة كأس العالم، وذلك بعد الفوز المثير على المنتخب الفرنسي في المباراة النهائية لمونديال قطر 2022، واستمر في الحلم واقعا، وسجل 7 أهداف في البطولة، وحصل على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة، ورفع بيديه كأس البطولة، وعبر منصات التواصل الاجتماعي كتب: «حلمت بالتتويج باللقب في مرات عديدة، أردته بشدة لدرجة أنني لا أصدق أنني توجت به».

والحديث عن بطولة كأس العالم يطول ولن ينتهي، وفيه ما فيه من الدروس المستفادة، وغالبا ما يكون الوداع صعبا، ولكن ازداد جمالا مع ميسي في مسيرته الأخيرة التي شهدت تعاطف الملايين من متابعيه، والتي توجها بقيادة نجوم التانغو لنيل لقب البطولة بعد غياب دام (36) عاما عن الأرجنتين.

فيما غادر العديد من نجوم الكرة المونديال بالدموع، وفي مقدمتهم البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد الخروج من دور ربع النهائي على يد المغرب.

ختاما، نوجز جانبا من المكتسبات والعبر، ونبدأ بالتنظيم والاستضافة للحدث، والذي يحتاج بنية تحتية متكاملة، فالموضوع أكبر من تشييد ملعب هنا أو هناك.

ضرورة إعادة النظر والحد من زيادة اللاعبين المحترفين الأجانب في الدوري، خصوصا أن أغلبهم مفلسون فنيا على حساب حرمان لاعبين موهوبين من فرصة المشاركة.

الاحتراف الخارجي للاعب المحلي، وزيادة فرص وبرامج المعايشة في الأندية الخارجية ضرورة حتمية، أما الإصرار على البقاء في زمن اللعب في نطاق المحلية، فهذا دليل قطعي ومؤشر على المراوحة في المكان.

مونديال 2026 سيشهد -وفق الفيفا- توسيع مساحة الاستضافة لتقام في ثلاث دول: الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وبمشاركة 48 منتخبًا، في حين شارك 13 منتخبا في أول نسخة للبطولة عام 1930، وتهدف الزيادة إلى زيادة فرص المشاركة للمنتخبات في جميع القارات، وبالتالي زيادة المنافسة، والأهم من ذلك لدى الفيفا زيادة الإيرادات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟