
3 حِزمْ “سرطان” بريال
د. كردي : المبيدات وراء الإصابة بأخطر الأمراض
قضية: حديث المدينة
من أجل الربح السريع تخطّت العمالة كل الخطوط الحمراء -رقابية كانت أو أخلاقية – وتجرأت – في سابقة هي الأخطر – لبيع السموم لنا في صورة منتجات ورقيّة يشتريها كل بيت بأمان وثقة. وعلى الرغم من الإجراءات التي تعتمدها الجهات المعنية -على اختلاف أسمائها – لضبط منظومة البيع في الحراج والأسواق بدءا من الكشف على المنتجات الزراعية لبيان خلوها من نسب الكيماويات العالية واستحداثها منافع بيع آمنة إلا أن العمالة تمكنت من الالتفاف على الضوابط والقفز فوق أسوارها بصناعة جسور خفية لنقل المنتجات من المزارع إلى منافذ البيع مباشرة دون المرور بأي من هذه الإجراءات.
ومع التحايل وجرأة الالتفاف تأتي الصدمة فيما أكدته مصادر لحديث المدينة بأن نسبة الكيماويات في المنتجات الورقية قد تعلو أحيانا على 600 ضعف لتقدم لنا سرطانا مدفوع الثمن. وقالت المصادر أن معدومي الضمائر يلجأون إلى الكيماويات لقدرتها على تسريع المنتج قبل آوانه ومن ثم يقومون بنقله وتوزيعه على المحال دون فحصه أو الكشف على سلامته لينتهي المنتج إلى أيادي الضحايا ويتحول من طعام إلى سرطان يسري في الأجساد بلا رحمة.
من المسئول؟ ولماذا أغفلت الجهات جسر السموم المتحرك من المزارع للمحال؟ ومتى تتحرك قوافل التوزيع – حاملة السرطان؟ وأين هيئة الغذاء والدواء ووزارة البيئة والمياه والزراعة أو أي جهة مسؤولة من السماح ببيع مبيدات زراعية أو هرمونات فترة تحريمها تصل لـ 21 يوماً تخبىء داخلها المرض اللعين ليستخدمها ضعاف النفوس قبل نزول منتجاتهم الزراعية للأسواق بعد رشها بتلك المبيدات بيوم أو اثنين؟!
“حديث المدينة” تدق الأجراس وتفتح الملف..
تحليلات المختبرات
الحكاية فجرتها تحليلات المختبرات التي أكدت ارتفاع نسب الكيماويات في المنتجات الورقية بشكل مخيف مما استدعى للتنويه بضرورة منع هذه المنتجات من الوصول للبيوت وإخضاعها للفحوصات والكشوفات وحصر البيع بالجملة على السوق المركزي الآمن. ومع التأكيد والتنويه والعقاب تجاوزت العمالة الإجراءات باستحداث جسور التفافية تنقل هذه المنتجات من المزارع مباشرة إلى محال بيع الفاكهة والخضروات الصغيرة تحديدا دون المرور على الفحوصات بالسوق المركزي.
لماذا الكيماويات؟
يلجأ العمالة لنسب الكيماويات العالية والتي تتخطى النسب المتعارف عليها -عالميا -لتسريع المنتج قبل آوانه وتقديمه للمستهلك بصورة تحفز للمستهلك الشراء، كما تقوم العمالة بتوزيع هذه المنتجات على محلات الخضار والفاكهة البعيدة عن أعين الرقابة وربما في أوقات تم اختيارها لضمان عدم الوقوع في المساءلة. ومع خطورة الأمر وتأثيره السلبي على المشترين ماتزال الظاهرة تستشري بكثرة دون أن تتجرأ جهة لوقف سريانها.
مطلب عالمي
الدكتور خالد نائل كردي استشاري في مجال سلامة الغذاء والصحة العامة يفند الظاهرة قائلا: أن مبيدات الآفات الزراعية أصبحت مطلباً عالمياً في ظل الطلب المتزايد عالمياً على المنتجات الزراعية نظراً لتزايد أعداد البشر، وعدم جدوى الاعتماد على الزراعة العضوية بسبب ارتفاع سعر التكلفة وتعرضها بكل سهولة للآفات. وقد أدى ذلك إلى اضطرار المزارعين وشركات الإنتاج الزراعي إلى استخدام الوسائل الصناعية لضمان زيادة الانتاج وجودته.
تأثير سلبي
وأكد د. كردي أن استخدام الوسائل الصناعية أو اللاعضوية في الانتاج الزراعي لها تأثير مباشر على صحة الإنسان إذا أفرط في استخدامها أو تم تناولها في وقت تحريمها. حيث أن أغلب مبيدات الآفات الزراعية لها فترة تحريم بعد رشها على النباتات تتراوح مدتها مابين 5 إلى 20 يوماً على حسب تعليمات الشركة المصنعة ويتم تفكك هذه المواد الكيميائية وبطلان مفعولها بعد انتهاء مدة التحريم ولا يصبح لها تأثير أو ضرر على المستهلكين.
السرطان يتربص
وأضاف إن أبرز الأضرار التي قد تسببها المبيدات الكيميائية أثناء فترة التحريم إصابة الكبد والكلية بالأمراض والالتهابات، إذا كانت المبيدات من النوع الذي يذوب في الدهون. وكذلك الإصابة بالسرطانات والعديد من الأمراض الخطيرة بسبب وصول المبيدات السامة إلى الدم من خلال تناول الخضار والفواكه الملوثة.
3 نصائح
• شراء المنتجات من الجهات الموثوقة والتي تخضع لرقابة الزراعة والبلديات
• غسل الخضروات والفواكه بشكل جيد قبل تناولها
• التبليغ في حال الاشتباه بوجود مبيدات على المنتج الزراعي