ماذا قالوا عن السعودية؟

بقلم: ماجد الصقيري

في كل يوم تزداد قناعتي بأن الأزمات اختبار قدري ليس لإثبات قدرة الانسان على التحمّل والصبر فقط بل لبيان قدرة الأوطان أيضا على التعامل والتعاطي معها بأسلوب علمي يضمن إنهائها بلا تبعات ولاخسائر وفي أقصر زمن . وفي رأيي أن أزمة كورونا التي غيّرت معالم العالم في خمسة أشهر  تعد أكثر مؤشرات القياس حساسية حيث أدارت عيوننا لأكبر علامة استفهام مفتوحة حتى اللحظة وجعلت أكبرنا وأصغرنا على السواء يتساءل عن إدارة الأزمات.. كيف تكون ؟ وأىّ الأوطان صفق لها  الميدان إعجابا بقدرتها على حماية انسانها و صون اقتصادها وضمان عافية المقيمين على أرضها

معركة كورونا أزالت رُتب الأكتاف ووضعت كل الأوطان – لافرق بين عظمى ونامية – على خط واحد وكأنها جاءت لتنظم الصفوف من جديد وتمتحن القدرات. جاءت لا لتسأل عما تملك من مال وقوة وتاريخ بل لتدعوك اليوم لتصنع التاريخ .

وبعيدا عن دم الوطنية والعشق والحبّ والانتماء الذي يسري في عروقي والذي يجعل شهادتي في حق وطني مجروحة كما يقولون – يكفيني فقط صياغة ما يقوله العالم في حق السعودية التي رفعتها الأزمة إلى مصاف أكبر الدول حجما وقدرة ونقلتها -كما سمعت من البسطاء – إلى مرتبة الكبير الذي يحتمي به الكل وينتظر قراره الجميع .

لم ترتجف المملكة كغيرها من هول الأزمة بل تحركت وفق مسارات ذات عناوين مختلفة فمابين صناعة دروع واقية لحماية المواطن والمقيم من أنياب الوباء القاتل إلى دعم كل بلدان العالم لمواجهة الأزمة إلى استحداث آليات إبداعية لضمان توازن الأقتصاد  إلى الحفاظ على ثبات دورة العمل على أرضها وضخ دماء الدعم في شرايين المنشآت الخاصة كى تستمر  وتواجه العاصفة كل هذا يضاف إلى عدم اكتراثها بالهزة التي اربكت الأقتصاد العالمي وراهنت فقط على الانسان – نفطها الوردي.

الأزمة قالت كلمتها..و أظهرت في اختبارها الميداني الصعب معادن الأوطان بل نحسبها رسمت خارطة ريادة غير مسبوقة ووضعت المملكة في الصدارة بوصفها الأقدر على إدارة العاصفة والاتجاه بسمومها إلى أرض خلاء حتى لا تفتك بزرع أو ضرع أو انسان.

حماك الله يا أرض الحرمين . الاختبار صعب . والريادة مستحقة.