
“كتاب” المدينة من بسطة العينية لقاعة المؤتمرات
72 ساعة ويعود لعشاق القراءة من جديد
تيزار
تمثل “بسطة” شارع العينية -وفقا للروايات- أقدم بسطات الكتب في المدينة المنورة، وأول “معرض كتاب مفتوح” في تاريخها، حيث كان يعمد الباعة -قديما- إلى وضع الكتب على الأرصفة؛ ليطالعها الخارجون -لتوّهم- من المسجد النبوي، وتحديدا من باب السلام.
وكانت البسطة تحوي كتبا ومؤلفات وقصصا ومجلات، أغلبها ممزق الصفحات ومنزوع الأغلفة، لأشهر الكتاب والمؤلفين -عربا كانوا أو أجانب.
وتمثل “الإعارة” أجمل مفارقات بسطات الكتاب في المدينة المنورة، حيث كان مسموحا لك أن تقرأ أمام البائع، ولو لساعات، دون أن تدفع شيئا، أو تستعير الكتاب وتعيده مرة أخرى بأجر زهيد.
تاريخ قديم يردّك للعلاقة المُتجذرة، التي تربط أهل المدينة بالكتاب الورقي، حتى ولو كان ممزقا، فالكل ينشد كنوز المعلومات؛ لينهل منها -واقفا أو مستعيرا.
انتقلت معارض الكتاب إلى الجامعات، وظلت حتى عام 2005، حيث كانت تقام داخل قاعاتها ومسارحها، يشتري كتبها القادرون، فيما ظلت البسطة حبيبة من لا يملك قيمة الكتاب، ومن ثم آل تنظيم المعارض لوزارة التعليم العالي 2006، ومن بعد إلى وزارة الثقافة والإعلام، وفي أعقاب انفصال الثقافة عن الإعلام أصبح تنظيمها للثقافة.
تأثر الكتاب بالروافد التقنية كثيرا، وغاب رواد البسطات، حيث بات بالمقدور البحث عن اسم المؤلف على الشاشة العنكبوتية؛ ليأتيك الكتاب وكاتبه وأنت في مكانك، ومع سيطرة الرافد التقني، إلا أن معارض الكتاب التي تتجدد تعيد نبض القراءة من جديد.
72 ساعة، فقط، تفصلنا عن معرض كتاب المدينة، المحدد إقامته من 16 إلى 25 يونيو الجاري، في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات، لتتجدد العلاقة بين الكتاب وقارئه من جديد.
أهداف معرض المدينة
• تقديم منصة ثقافية تحتفي بصناعة الكتب في المدينة
• تنمية المهارات القرائية للمجتمع في المدينة
• زيادة الوعي المعرفي والثقافي
• تحقيق مستهدفات الرؤية المعززة لصناعة الثقافة
تواريخ في رحلة المعرض
• حتى 2005 كانت تنظمها الجامعات السعودية
• 2006 انتقل تنظيمها لوزارة التعليم العالي
• 2007 انتقل تنظيمها إلى وزارة الثقافة والإعلام
• 2020 آل تنظيمها لوزارة الثقافة