دقت ساعة الحقيقة !

بقلم: سمية جلّون

يُحكى أنه في يوم من أيام هذا العام قام كائن غير مرئي بنفث قواه الخفية على العالم أجمع، وأجبر الخلائق كلها على المكوث داخل خلاياهم كما تمكث خلايا النحل داخل بيوتها ساعات وأيام وأشهر حتى تعمل وتجتهد وتنجز عملها دون كد وملل..
ولم يلبث العالم بالتوقف عن الإضطراب حول حقائق المعلومات عن هذا الكائن؛ متعجبين من سلطته عليهم، متخوفين من اقترابه منهم وقلقين حول اشتباه إصابتهم به، وكأنه قادم بدون سابق إنذار وبلا هدف.
وعندما أعلنت الصين عن إنتشار فايروس كورونا بتسجيل أعداد هائلة من الإصابات بهذا الفايروس؛ لم يكترث أغلبنا بحقيقة إمكانية وصوله إلينا أو حولنا وحتى ولو بالقرب منا.
لماذا!
هل قلة الوعي هي السبب!
أم إنكار الحقائق والشائعات هي السبب!
أم عدم وضوح الرسالة من قوة الفايروس هو الحقيقة المطلقة!
إذا كنت تقرأ مقالي وتعلم أن لا شيء يحدث في الكون بدون إرادة الخالق عز وجل فأنت في أمان الله ولن يصيبك ما سوف يخطئك، وإن كنت تصول وتجول حول الحقائق والمعلومات وملاحقة الشائعات والأخبار فأنت في عالم اللهو عن ساعة الحقيقة التي تصرخ في وسط أذنيك وتسطع أمام عينيك ببريق لامع يكاد يخطف بصرك ليوجهك إلى العودة إليها.
((ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء))..
فعندما تؤمن أن الغُمة ستزول تأكد أن قلبك بين يدي الرحمن وعزة الجبروت، وعندما تنكر ذلك وتلهث وراء خوفك الدفين؛ سوف تدق في أُذنيك ترانيم ساعة الحقيقة.
أختر واقعك بوعي..

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟