وفي وصفها يحلو الكلام (1)

هي نور المدن، في كل يوم تتجمّل برداء جديد، يتوق الكلُّ لرؤية ملامحها، والفوز ببشاشة ثغرها وعطر نسيمها الفوّاح من تربتها ونخيلها وخصال إنسانها.
جميلة على الدوام، بثراء ماضيها، وإنجازات حاضرها بريشة الإبداع لمستقبل أيامها.
في وصفها يحلو الكلام، لا يناسبها من القواميس إلا أرقاها، ومن الكلام إلا أجمله، ومن التعابير إلا أكثرها صدقا وإنصافا.
مدينة تحتاج مُبدعا يحكيها بقلم خاص ومداد مختلف؛ لأنها مدينة غير كل المدن.
لذا أرى المهمة تكبر، والمسؤولية تتعاظم على حملة الأقلام وهم يكتبون عنها، وعلى مبدعي التصوير الذين سيحتارون في أي صوب يوجهون عدساتهم.
مدينة لا يرضيها إلا الحق والصدق والإنصاف.
تاريخها يحفظه الكل، وإنجازات حاضرها يراها الجميع، حتى مستقبلها مشهود في مرآه الميدان يتابعه كل ذي عين.
الكل معنيّ اليوم بإظهار جمالها، لا فرق بين مواطن وآخر، أكان مسؤولا في قطاع، أو إعلاميا في قناة، أو صحفيا يكتب في جريدة.
ومع المسؤولية، يبقى السؤال: ماذا نقول عنها؟.. ماذا نقول في حقها حتى نرضى عن صنيعنا، وترضى هي أيضا عن ما نكتب ونقول؟.
• مسؤولون عن إيضاح ما يحدث على أرضها من نقلة فارقة على كافة الصُّعد، ونقل حراك إنجازاتها المتسارعة في كل شارع وميدان.
• معنيون بالكتابة عن “الأنسنة” التي انتقلت في المدينة المنورة من مشروع إلى فن من فنون صناعة الحياة.
• مسؤولون عن بدءِ انتهاء المشاكل الصحية التي كانت تعاني منها المدينة، والتي يمثل المستشفى التخصصي الآن أبرز شواهدها.
• معنيون بالكتابة عن جادة قباء التي تحوّلت إلى أيقونة جمالية.. عزّزت للسياحة، وأثرت حركة البيع والشراء.
• مسؤولون بالقلم المنصف عن الكتابة عن جهود الجميع، وتعريف الكلّ -محبّا كان أو كارها- بأن النقد البناء يدفع دائما حراك الإنجاز، وأن الإعلام الصادق لا يصفق على الدوام.. يتحرك بغضب صوب الخطأ، كما يركض بسعادة متى رأى الصواب.
• معنيون -بحكم الحبّ للمدينة- بأن يُعين كل منا الآخر بتقديم المعلومات الوافية والأمينة عن كل عمل ومشروع وقرار؛ حتى نكتب عنه بحيادية وأمانة دون إنقاص لحقه أو مبالغة في طرحه.
• مسؤولون بالكتابة عن شخصيات المدينة -قديمة كانت أو حديثة-  ممن أثرت المدينة -عملا وإنجازا- حتى تأخذ حقها المُستحق في سجل المجد والذاكرة.
معنيون بالابتعاد عن المحبطين والسوداويين، والذين لا يرون أبعد من مسافة أقدامهم.
الحقيقة والإنصاف وعدم المبالغة -كتابة وطرحا، وإبراز الجهود و الإنجازات، وإشعال الحميّة، والابتعاد عن النقد الهادم، والتصفيق لكل من فتح بوابة عمل لشاب أو فتاة، ولمن أقام مشروعا -كبيرا كان أو صغيرا- يُثري المدينة بقيمة مضافة..
كل هذه مسؤوليات تُعزز لحب المدينة المنورة، وتثبت أهليّة شرف الانتساب لأرضها.
اليوم.. كل ما في المدينة مختلف، تستمتع وأنت تجوب شوارعها تشاهد الحياة وتفاصيلها في كل جنباتها.
بالأمس، كنت لا تدري أين تذهب في المدينة.. واليوم، أنت تستمتع في كل مكان فيها، تتنفس في العقيق، وتتجول في حدائقها، تتريض بينها في ممشى أو جادة، وتشاهد الحياة في ملاعب أحيائها.

شاهد حراك مشاريع الجسور والميادين وتطوير الأحياء، وتخيّله بعد خمس سنوات فقط.
تخيل فقط.. كيف ستكون هذه الفاتنة الآسرة والجمال فيها بكل مكان.

المدينة المنورة لا تحتاج منا أكثر من الحبّ والإنصاف.. فهل أنصفناها بما تستحق؟.
تعالوا نتكاتف من أجلها
ومن أجل أهلها.
تعالوا نشد على يد كل مسؤول عنها،
ونزدري كل متاجر باسمها،
ومنافق لا يعي قدرها.
تعالوا نتسابق في وصف
ما تشهده اليوم من جمال،
وروح وحياة وملامح جميلة،
فإن في وصفها يحلو الحديث.

ولكن تمهّل قبل أن تصف، فأنت في مدينة لا تقبل من الأوصاف إلا أجملها وأعظمها وأحلاها.
وهل يحلو الكلام
إلا في وصف المدينة؟!

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟