أسرتي رياضية

نظرا لما تشكله الرياضة وأنشطتها المختلفة من إقبال متزايد من شريحة واسعة في المجتمع، واستكمالا لجهود الجهات الحكومية المعنية والخاصة، وواجباتها الاجتماعية تجاه تنفيذ وإقامة مشاريع المجمعات والأندية والمراكز الرياضية والصحية المخصصة للتدريب الرياضي؛ بهدف تحسين ورفع مستوى اللياقة البدنية والصحية لأفراد المجتمع بمختلف فئاتهم، عبر أنشطة وبرامج رياضية متنوعة تستثمر الطاقات وتشغل الأوقات بكل نافع ومفيد، وبما يتواكب مع مسارات التحول الوطني ورؤية المملكة 2030، والتي تشجع على ممارسة الرياضة، وتبرز بما يسهم في تطوير ورقي الرياضة ويعزز قيمتها وأهميتها في المجتمع.
الأمر الذي يدفع بالمستثمرين في المجال الرياضي إلى المضي قدما في التوسع في تنفيذ المشاريع الرياضية الموجهة لأفراد المجتمع، وتوفير بيئات رياضية مناسبة، تحت إشراف كوادر فنية مؤهلة لتحقيق الأهداف والغايات، وغرس مقومات الوعي الرياضي وأثره على صحة الفرد والمجتمع.
ويأتي في مقدمة تلك المشاريع الأندية الصحية والصالات الرياضية، سواء كانت ذات طابع غير ربحي مجتمعي أو ربحي.
ووفقا لدراسة أعدها معهد يوهان كرويف للاقتصاد الرياضي لواقع هذا النوع من مشاريع الأندية الصحية وصالات اللياقة والتي تعتبر صناعة عالمية، إذ تبلغ القيمة السوقية لها 94 مليار دولار، وهذا الرقم يوازي مجموع مداخيل استثمارات رياضية أخرى؛ مثل صناعة بيع القمصان والمستلزمات الرياضية حول العالم، ويساوي أكثر من 6 أضعاف حجم تجارة البضائع والسلع الرياضية في أكبر أسواقها (قارة أمريكا الشمالية) كما أوضحت الدراسة أن عدد الصالات الرياضية ونوادي اللياقة حول العالم يصل لـ210 آلاف، تضم 183 مليون عضو مشترك، وبينت الدراسة أيضا أكبر الأسواق لهذه الصناعة، والتي تتصدرها -بقوة- الولايات المتحدة، بفارق ضخم عن ألمانيا،وعربيا تتصدر السعودية هذا النشاط، تليها الإمارات، ومصر، والكويت.
وفي السياق ذاته، يأتي حديثنا عن المراكز الرياضية، وملاعب الأحياء المنتشرة في المدن والمحافظات، والتي تتبع منشآتها لوزارة الشؤون البلدية والقروية، وهي مخصصة لأهالي الحي بجميع فئاتهم، والتي نرجو أن تستثمر على الوجه الأكمل لشباب الحي، وأن تحظى بإشراف مباشر من مختصين في الألعاب الفردية والجماعية، إذ إن نسبة الإقبال والتردد من أهالي الحي تظهر على استحياء، وإن اختلفت من حي إلى آخر.
وعطفا على ما سبق، لنبدأ ونتساءل: هل أنت رياضي؟
كم عدد من يزاول الرياضة في أسرتك؟
وبعيدا عن اللاءات المؤلمة والمبررات المحبطة، فإن كان الجواب للسؤال الأول بنعم، فهذا مؤشر صحي إيجابي مبشر، وإذا أضيف للإجابة جواب السؤال الثاني بوجود عدد من أفراد الأسرة أو بعض منهم، فهذا دليل قاطع على مدى الوعي لدى الأسرة بأهمية الرياضة وأثرها على الصحة من خلال مزاولة أنواع مختلفة من الرياضات، التي تساعد بأن يكون الجسم أكثر صحة وجمالا؛ هربا من الأمراض، والتي يأتي في طليعتها السمنة وترهلات الجسم وآلام المفاصل، والتي باتت هاجسا يؤرق الجميع، في حين أن الطريقة الأنسب لمقاومتها تكمن في ممارسة أي نوع من الرياضة أو الاشتراك في البرامج المعززة للصحة، وذلك في بيئات وحاضنات وبرامج وأنشطة رياضية متنوعة، تلامس احتياجات أفراد المجتمع الرياضية والصحية وتحقق رغباتهم، وذلك تحت إشراف مدربين مؤهلين.
ولا ننسى بأن الوعي المجتمعي بأهمية الرياضة يستهدف جميع الشرائح والفئات العمرية (الأطفال، الشباب، كبار السن) من الجنسين، من خلال تحفيز الأفراد على اتباع سلوك رياضي وصحي متزن، وجعله عادة في حياتهم اليومية، وبما يحقق رفع معدل الممارسين للرياضة وأثرها الصحي .

ختاما.. نجدد الدعوة لكل أسرة بنداء «لنمشِ معا»، طالما أن رياضة المشي أقل الأنشطة البدنية تكلفة، وأكثرها سهولة في التطبيق، ولا تتطلب أي معدات أو مهارات خاصة، ويمكن ممارستها في أي وقت وفي أي مكان.. الحدائق، الأسواق، الطرقات العامة، وعلى شاطئ البحر.. وغيرها، رياضة المشي لا تقتصر على عمر محدد، إذ يستطيع الأطفال والشباب وكبار السن ممارستها، وبالتالي لا عذر لنا.. لنبدأ.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟