ظلمت الـ “د “.. يا دكتور

بقلم: محمد عوض الله العمري

 

حرف الـ “د” يتقدم الكثير من الأسماء وبشكل متسارع جدًا في الآونة الأخيرة، وذلك بسبب فتح مجال الدراسات العليا في جامعات المملكة المختلفة، إضافة لمن بادر بالبحث عنها في الجامعات الأجنبية من خلال المكاتب أو أي طريقة قبول أخرى.
ولا أشكك في الدرجة العلمية الممنوحة لأيٍ كان، ولكن لدي فضول للوقوف على مستوى المعرفة لدى بعض أصحاب الأسماء المصدرة بـ “د”.

إذا سمعت حديث بعضهم ونقاشهم ستدهشك بساطة المعرفة وستشعر بعزلة كبيرة بين الشخص والمعرفة، فهناك فرق جلي بين العلم والمعرفة

فكل معرفة علم وليس كل علم معرفة، لأن المعرفة أوسع وأشمل من العلم، فالمعرفة تشمل معارف علمية وغير علمية، وهي أي المعرفة نقيض الجحود والإنكار، والعلم نقيض الجهل والهوى.
وبعض الدكاترة لديهم العلم وتنقصهم المعرفة.
ومع إدراك واستيعاب المعنى لكلا الأمرين يتبين الفرق بين صاحب العلم وصاحب المعرفة.

ومع أهمية العلم إلا إنه لا يمكن أن يكوّن الرافد الحقيقي للتطور والنمو حين يفتقر صاحبه للمعرفة.
عليه لابد من إعمال العلم وتوظيفه توظيفًا صحيحًا للوصول للمعرفة التي ترتقي للوصول إلى الهدف التنموي المنشود.
بعض أصحاب الـ “د” يحتاجون للمزيد من التجارب والأبحاث والممارسات المحكّمة للوصول للمعرفة.
الكثير من أصحاب المعرفة والمتصدرين في التنمية ليسوا من أصحاب الدرجات العلمية الأكاديمية وإنما من أصحاب المعرفة سواء أكانت المعرفة علمية أم تأملية أم حسية.

وهناك طرق للوصول إلى المعرفة أهمها الاستفادة من الخبرات السابقة، واتباع التقاليد والأعراف ومشاورة أهل الرأي وهي طريقة قديمة جدًا لمحدودية المعرفة وقتذاك، وعن طريق التجربة وأخيرًا عن طريق الاستدلال والقياس.
ومن خلال ما سبق فلابد من أن تخضع الدرجة العلمية للشخص الحاصل عليها للمتابعة والتقييم والتقويم حتى الوصول للمعرفة.
وهذه ربما تكون مسؤولية الجهة المانحة للدرجة العلمية أو الجهة التي ينتمي لها الشخص عمليًا.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟