يا أهل ريمٍ سقاكمْ عارِضٌ ساري

شعر : محمد بن نافع بن شاهر المطرفي الصاعدي

‏يا أهلَ ريمٍ سقاكمْ عارِضٌ ساري
‏ يُروي الديارَ ويحيي ميْتَ أشجارِ

‏به الشلايلُ يزهو دوحُها طرباً
‏ وأرضُ حظوةَ(1) يحبوها بأنهارِ

‏يسيلُ ورْقَانُ حتى لا يكفكفهُ
‏إلا النقيعُ بلا سُوءٍ وأخطارِ

‏وفي تناضبَ والغزلانِ تمتلئ
‏منهُ الرياضُ ويحلو لحنُ أطيارِ

‏وفي شفا الريمِ آبارٌ به نبعت
‏من فيضهِ ذاكَ آمالي وأوطاري

‏والناسُ فرّت إلى الوديان في فرحٍ
‏تُكحّل العين من سيلٍ بها جاري

‏والسمرُ والطلح والغدران بينهما
‏مثل المرايا جلتها شمس إسفارِ

‏والورْق قامت على الأغصانِ عازفةً
‏أحلى النشيدِ بلا عوْدٍ وأوتارِ

‏حتى كسا الأرضَ أثواباً مطرزة ً
‏تزدان فيه عروساً ذات إخطار

‏يُقلَبُ الطرفُ فيها بين أوديةٍ
‏خضراءَ ِزينتْ بأثمارٍ وأزهارِ

‏بها البشامُ يفوح البيْلَسَانُ به
‏كأنما أنتَ في دكانِ عطّارِ

‏وللجبال دويٌّ حين تصعدها
‏لنحلها مثلُ صوت الراعد الساري

‏تمتصُ من كل نبتٍ طيبٍ عبِقٍ
‏فتخرج العسل الماذيَّ في الغارِ

‏ما قلتُ عنه دواءٌ حين أنعتهُ
‏بل الشفاءُ بقول الخالق الباري

‏حظوة هي حظة .

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟