ولا أهانهن إلا لئيم

 تيزار

حمل “تويتر” فصلا جديدا من التطاول والجنوح الأخلاقي، قدّمه محسوبون على الثقافة والنخبة ممن حرّكهم غرور التغريدات للنيل من أعراض النساء على ملأ من المتابعين، في تعلّق ساذج بما يُطلق عليه “حرية الرأى”.

حمل “تويتر” -غصبا- نفايات الثقافة، رافعا على صفحاته أسفارا مريضة كتبها من حسبناهم -في الأمس- رموزا ثقافية، تطاولوا بحروفها على النساء وأعراضهن.

تعريض صريح بالمرأة، دون التزام بأدبيات الذوق العام، التي غابت حقا عن “تويتر”، ولا ندري متى تعود؟!.
الأم والأبنة خرجتا في تغريدات هؤلاء من دائرة التبجيل والاحترام، إلى دائرة أخرى لا تليق بمكانتهما، التي صانها الدين، وعزّز بريقها التاريخ في كل العصور.

التغريدات القبيحة، التي نُشرت في حق المرأة على “تويتر”، ليست مائة وأربعين حرفا، بل مائة وأربعون سقوطا أخلاقيا، استهدفت النيل من جدار المجتمع الأخلاقي، وإيذاء (الأدب والحياء) أجمل فضائلنا وقيَمنا.

إلى مدّعي الثقافة -أيا كان اسمه، وماذا كانت صفته- لا تنتقد إلا في قضية مُحفّزة للنقد، لا بأس أن تُهاجم وتغضب إذا كان العنوان يدعوك إلى ذلك، لا بأس أن تُغرد لتُصلح خطأ، أو تقوّم إعوجاجا في قطاع، أو تكتب -بحق- منتقدا مسؤولا حاد بقراره عن الصواب، ولكن أن يحملك شيطانك لصناعة “عنوان” رخيص لقضية ساذجة، فهذا تطاول مرفوض.

إلى مدّعي الثقافة -دون الالتفات لاسمه- تجاوزت وتخطيت بتغريداتك كل الخطوط، وأنت تنال من النساء، حتى بتنا لا نعرف ماذا تريد، وإلى أي هدف تريد الوصول؟!.
إلى مدّعي الثقافة -دون الحاجة له ولاسمه- لقد تطاولت على المرأة، ليس كأمّ وابنة فقط، بل كتاريخ ورحلة ومشوار عظيم صنع أمّة.

ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم.. هذه أجمل قواعد التعامل مع المرأة، قاعدة لا تفسد ولا تبور أثبتت صلاحيتها على مر الأزمان، قاعدة ومنهج نربي عليهما أبناءنا، فلماذا تفسدون علينا مناهجنا بتغريدات لا ندري لها وزنًا، ولا نجد لها قيمةً ولا تأثيرًا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟