القيادة بالنيّة

قال: لماذا لم تُشغّل الإشارة؟

رد عليه: أي إشارة؟

قال: إشارة السيارة قبل لا تدخل يسار.

رد عليه: من جِدّك (مستغرباً)؟  هو فيه أحد هذه الأيام يستخدم إشارة السيارة؟  إلا الغِشام (المعذرة)؟  يا عمي خليك زي البشر، أعقلها وتوكل.

قال: وكيف يعرف الناس أني سألف السيارة يمين أو يسار أو سأقف على جنب الطريق أو أرغب في التحرك إلا باستخدام الإشارة، الشركة ركبتها في السيارة ليه؟

رد عليه: الناس تعودت أن تقود هكذا.  أنت خمن فقط.  على فكرة، من الحرافة في القيادة أن تُخمّن السائق الذي أمامك يرغب في الذهاب يمنة أو يسرة وبناء عليه تتخذ قرارك في القيادة.

قال: يعني أقرأ نية السائق الذي أمامي!  طيب كيف؟

رد عليه: أهو أنت قلتها.  هذه نسميها نحن المحترفون في القيادة “القيادة بالنية”.  ومن نباهتك ومهارتك يا شاطر لما تقود سيارتك خلفي تعرف نيتي من انحراف سيارتي يمنة أو يسرة، عاد أنت وشطارتك!

قال: بس هذا يُخالف أبسط قواعد القيادة الآمنة.  فليس هناك قيادة واضحة وقواعد للمرور تُتّبع.  القيادة يا عزيزي “فن وذوق وأخلاق” كما علمونا من زمان.

رد عليه: خليك أنت بقواعدك ومُثلك، وخلينا نعيش حياتنا بكيفنا.  ترى إذا ما تعلمت الحرافة مثلنا تضيع وما تقدر تسوق في المدينة.

قال: الحمد لله وصلنا.  فضلاً قف هنا على الجانب الأيمن من الطريق وأستخدم الإشارة كي يحترمك الآخرين.  فالشارع أو الطريق ملك للجميع وليس لك وحدك فقط، تقف وقت ما تشاء وأين ما تشاء، وتخرج يمنة أو يسرة وقت ما تشاء دون اعتبار أو تقدير للآخرين الذين يشاركونك الطريق، وتتوقع من الآخرين قراءة نيتك في القيادة.

أرحمونا يا ناس من القيادة بالنية والتزموا بأنظمة القيادة الآمنة، فهناك أرواح داخل هذه المركبات وخارجها يجب علينا المحافظة عليها والمحافظة على الذوق العام في هذا الوطن، ودمتم سالمين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟