
جعفر سبيه .. جسد رحل وروح تعيش
تيزار
علم من أعلام طيبة الطيبة، وأبٌ روحي لكل من تتلمذوا على يديه، رسخ بطيب أخلاقه وسماحة معدنه وسجاياه الحميدة نموذجا للإنسان المديني، عطّر رحلته بحب الرسول الكريم، معززا الحب بموسوعة سيد الأنام التي جمعها وأعدّها وحققها، ومن ثم تركها للأجيال «وثيقة سيرة» على أرفف المكتبات في المملكة وخارجها.
رحل جعفر سبيه (ابن المدينة المنورة) في هدوء وصمت، كما عاش حياته ملازما لهاتين الصفتين، لازم حلقات تحفيظ القرآن بالمسجد النبوي -صغيرا، ودرس علوم الدين على يد مشايخ الحرم، وعمل مدرسا بالمدرسة المحمدية، ومن ثمّ مديرا لها عام ألف وثلاثمائة وأربعة وثمانين، ليصنع أجيالا ومريدين تتبعوا نهجه والتزموا بأسلوبه الملتزم بتعاليم الدين.
ترك جعفر مصطفى سبيه أثرا يعيش في قلوب أهل المدينة المنورة، سواء من تعلّموا على يديه، أو رافقوه في المحيط الاجتماعي، أو سمعوا عن رحلته ومشواره.
سبيه (الغائب – الحاضر) علمٌ رحل عن المدينة، ولكن تبقى سيرته متشبثة بأرضها عطرا لا يغيب، كما يبقى أبناؤه وتلاميذه شهودا على مشواره، يحملون له أعظم القدر والمكانة -حيًّا وراحلا.
ذكريات الميلاد تحكيها حارة التاجوري في المدينة المنورة، وعبق المشوار ملتصق بجدران المسجد الذي يحمل اسمه بذي الحليفة، أما علومه وحكاياته فستظل حرفا ملازما على لسان من أحبوه.
رحمك الله، يا سيد، وأثابك على قدر ما قدمت وعلّمت خير الجزاء.
• ولد في المدينة عام 1351هـ في حارة التاجوري
• درس علوم الدين على يد مشايخ الحرم
• عمل مدرسا ومديرا للمدرسة المحمدية بالمدينة
• أصدر موسوعة سيد الأنام في حب رسول الله